تبدأ غداً جولة الإعادة للانتخابات النيابية والبلدية، وهي الجولة التي ستحسم من يكون ممثلاً للشعب خلال السنوات الأربع القادمة، ومن سيصل إلى قبة البرلمان، ومن سيمنح الناخبين ثقتهم ليكون صوتهم في المجلس. ما جرى خلال الجولة الأولى، كان فعلاً مثالاً جميلاً ورائعاً للانتخابات في أي بلد، لا مخالفات جسيمة تذكر، ولا استجابة لدعوات مشبوهة من الخارج، والشعب أصبح أكثر وعياً بأهمية المشاركة، حتى وإن لم يصوت لأحد نظراً لكونه لم يقتنع ببرامجهم أو أدائهم وترك ورقته بيضاء، فهو الآخر تعبير عن رأيه بالمرشحين في دائرته.

النسبة الكبيرة للمشاركة تدلل أيضاً على رغبة الناس بالتغيير، وعدد النواب الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى جولة الإعادة، أو خرجوا من السباق الانتخابي، هو حالة صحية وتدل على ديناميكية الحركة الديموقراطية في البحرين.

والحق يقال، وجود وجوه جديدة، وأخرى ذات خبرة بالعمل النيابي هو أفضل السيناريوهات، ولكن يبقى الصوت أولاً وأخيراً للشعب، فهو الوحيد الفيصل في ماذا سيختار يوم الغد.

ولا تقل جولة الإعادة أهمية عن الجولة الأولى، فهنا الحديث قد يكون عن فرق ببضعة أصوات، ليصل شخص يستحق أو لا يستحق، ولذا، يجب على كل من في دائرته جولة إعادة الخروج والمشاركة لاختيار الأفضل.

من وجهة نظري، تسهل عملية الاختيار بين النائب السابق، وبين المرشح الجديد، فالنائب السابق يمكن قياس أدائه بسهولة، من خلال موقع مجلس النواب، والذهاب إلى صفحته الشخصية بشكل مباشر، والتي تتضمن إحصائيات عن عدد القوانين التي اقترحها واللجان التي شارك فيها، وغيرها، أما الاقتراحات برغبة فهي أشبه بإلقاء ورقة في صندوق الاقتراحات لأي جهة حكومية أو خاصة، ويمكن لكل مواطن القيام بها من خلال تطبيق تواصل.

الصعوبة في الاختيار ستكون بين المرشحين الجدد، ولكن بكل تأكيد هناك آلية ومعايير لكل شخص في من سيختار ولماذا، فالبعض سيكون اختياره على أساس المعرفة، والآخر على أساس طلاقة لسان المرشح، فيما سينظر آخرون في برنامج المرشح الانتخابي، وما هي النقاط التي يرتكز عليها برنامجه.

وبغض النظر عن آلية الاختيار، فالبحرين هي من ستكسب أولاً وأخيراً، ستكسب خبرات جديدة داخل المجلس، وتكسب استمرار نجاح الديموقراطية فيها، وبكل تأكيد المزيد من المكتسبات على كافة الأصعدة.

لمحة أخيرة

هناك أسلوب قديم ومكشوف اتبعه بعض المرشحين، وهو خلق الإشاعات حول نفسه، ثم يظهر لينفي هذه الإشاعة ويتهم خصمه بالوقوف وراءها، وحقيقة هذا أسلوب قديم جداً ومكشوف جداً.