في أقل من شهر واحد ضربت البحرين أروع الأمثلة في القيادة الحكيمة والخطط المدروسة والتنظيم الأكثر من رائع للعديد من الفعاليات والأنشطة وسطر أهاليها الأمثلة على الوطنية من خلال التكاتف والتعاون والالتفاف الوطني ذي الأصول المتجذرة.

زيارة شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان كانت البداية لذلك التنظيم والإعداد، وبعده جاء معرض الطيران ليحقق نجاحاً جديداً كما حققه في الأعوام الماضية، لتأتي الأعراس الوطنية والديمقراطية من خلال الانتخابات بشقيها النيابي والبلدي لتكون شاهدة على التلاحم والوطنية وتقدم أنموذجاً في الحرية والديمقراطية، لتواصل البحرين خطواتها بعد ذلك بنجاح وتميز من خلال حوار المنامة الذي جمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية.

وفي خضمّ كل تلك النجاحات، تأتي استقالة الحكومة التي تعتبر إجراء رسمياً وفق الدستور بعد استكمال الانتخابات البرلمانية وفق تنسيق متزن ليصدر بعدها الأمر السامي الملكي بتشكيل الحكومة في أبهى صور الديمقراطية الحقة وفق مسيرة التنمية الشاملة التي يقود دفتها جلالة الملك المعظم بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ولم تقف النجاحات عن ذلك الحد بل تواصلت مع افتتاح صرح اقتصادي هو الأكبر من نوعه بالمنطقة، والمتمثل بمركز البحرين العالمي للمعارض، وهو نواة لمشاريع تنموية قادمة في الطريق وفق برنامج عمل الحكومة.

كل تلك الأحداث الناجحة والمتميزة ستليها احتفالات شعبية واسعة بالأعياد الوطنية المجيدة وذكرى قيام الدولة البحرينية، ستعم مدن وقرى محافظات المملكة الأربع بأحيائها الشعبية القديمة ومدنها السكنية الحديثة وبمجالسها الأهلية وبمدارسها وقطاعاتها المختلفة.

البحرين مدرسة تقدم خبراتها ونماذجها ومشاريعها الإنسانية والثقافية، وقبل ذلك تقدم أبناءها كنماذج على الاستثمار في المواطن البحريني، المواطن الذي ورث عشق وحب وولاء آبائه وأجداده لهذه الأرض وقيادته، وقدم خبراته ليكون مساهماً في البناء والتعمير والتطوير، المواطن البحريني الذي حصل على الرعاية والثقة والدعم من قبل قادة هذا الوطن لينشأ ويترعرع حاملاً في قلبه خطط رد الجميل والوفاء.

البحرين مدرسة في التسامح والتعايش وفي الحرية والديمقراطية، البحرين مدرسة في الاستثمار بالمواطن، ومدرسة حتى بالتعامل مع السياسة العالمية والدبلوماسية الدولية، وليس كغيرنا الذي يتخبط في التعامل مع أي أزمة تكشف أوراقه وتبعثر سياسته.