انتهت الانتخابات النيابية والبلدية وظهرت النتائج بفوز النواب الأربعين الذين سيمثلون الشعب تحت قبة البرلمان ومعهم أعضاء المجالس البلدية الثلاثين، كان عرساً ديمقراطياً عاشته مملكة البحرين أثبت فيه الشعب حبه لهذا الوطن بالتصويت في الجولتين من أجل إنجاح المسيرة الديمقراطية التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، نجحت الانتخابات بنسبتها التاريخية 73% الذي جسد الحضور الشعبي الفعال والنابع من يقين هذا شعب البحرين بجميع أطيافه بحاضر ومستقبل الوطن انطلاقاً من مبادئ ميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه البحرينيون بنسبة 98.4%.

النتائج في هذه الانتخابات مغايرة عن الانتخابات السابقة ومميزة بوصول 33 نائباً جديداً إلى مقاعد مجلس النواب، وتمكن 11 امرأة بحرينية من تحقيق رقم غير مسبوق بالفوز بالمقاعد النيابية والبلدية، حيث فازت 8 نساء بعضوية مجلس النواب و3 بمقاعد المجالس البلدية وهو العدد الأكبر في تاريخ الانتخابات منذ انطلاقها في عام 2022، هذا يؤكد بأن وعي الشارع البحريني وقناعاته قد تغيرت باختياره للمرأة وإيمانه بقدراتها باعتبارها شريكاً فاعلاً مع أخيها الرجل في بناء هذا الوطن.

كما أن فوز المستقلين الذين كان عددهم كبيراً كمرشحين في الانتخابات النيابية والبلدية وتراجع الجمعيات السياسية يعطينا مؤشراً بأن المزاج العام لدى الشعب والشارع البحريني بعد 20 عاماً من التجربة الاستحقاق الانتخابي قد تغير أيضاً، هذا التحول في المزاج العام لدى الشارع البحريني له أسباب لابد من الوقوف عليها ودراستها وتمحيصها من قبل الجمعيات السياسية وأن تعرف كيفية الوصول إلى الناخب من جديد وكسبه كما كان سابقاً، كما أن وصول وجوه شابه لمقاعد البرلمان يعتبر علامة فارقة وثقة من الناخبين الذي صوتوا لهم إيماناً منهم بقدرات الشباب الذين يعول الجميع عليهم في المشاركة بكل مسؤولية في خدمة الوطن والحفاظ على مكتسباته والعمل الصادق على تعزيزها.

همسة

لاحظنا جميعاً بأن الجولة الثانية من الانتخابات لم تقل سخونة عن الجولة الأولى، حيث شهدت مراكز الاقتراع حضوراً كبيراً من المواطنين لحسم هذه الجولة التي انتهت نتائجها في التغييرات الجديدة في مجلس النواب بنسبة 80%، فالشعب سيكون مراقباً للنواب الجدد خصوصاً الذين ستكون على عاتقهم مسؤولية كبيرة في أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية، والأيام القادمة ستكون كفيلة بإثبات ذلك.