هذا تذكير لكل مواطن باختلاف موقعه ومنصبه، إذ أنت في موقع يخولك أن تكون خير داعم ومؤثر في المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وخير من يساعد الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من خلال امتثالك بمسؤوليتك ودورك الإيجابي كمواطن صالح به ترتقي البحرين وتتطور.

بدأت بك يا مواطن، لأنطلق بعدها موجهاً الحديث للمواطن المسؤول وصاحب المنصب المؤثر، إذ أنتم صناع قرار، وأنتم تحملون مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع وأفراده، وقبل ذلك أنتم ملتزمون بحكم المنصب والمسؤولية بالقيام بواجباتكم أمام قيادة البلاد التي وثقت بكم، وأمام الحكومة التي تعول عليكم العمل لصالح البحرين وشعبها.

وعليه فإن عملية الإصلاح في القطاعات تبدأ منكم أولاً، وهذا ما يجعلكم أول من يفترض به الالتزام بالقانون والأخلاقيات المهنية والحرص على محاربة الأخطاء ووقف التجاوزات ورفض أي صور من صور الهدر والفساد، وإبدال ذلك بالعمل الجاد والتطوير والإنجاز.

كلنا في البحرين، وأتحدث عن المخلصين المتعاضدين بالمحبة والولاء مع قيادتها، كلنا نريد لبلادنا أن تكون أفضل، نأمل كل يوم أن يكون يوماً أفضل من سابقه من ناحية التطوير والإصلاح والتنمية.

هذا طموح كل محب لبلاده، لأن الخير لو تأسس فيها، ولو صلحت الممارسات اليومية في كافة أرجائها، فإن الخير سيعم المجتمع كافة وسنبني حراكنا على أرضية صلبة، شعارها الإصلاح، وهدفها خدمة الوطن.

بالتالي إنجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم وتطويره والبناء على مكتسباته وزيادة إنجازاته؛ فمسؤوليته ليست مقصورة على قائدنا المعظم فقط، وليست المسؤولية محصورة فقط في المسؤولين، بل هو مشروع يؤسس لنمط حياة ويؤصل لممارسات ينبغي أن تكون راسخة لدى الجميع، قوامها الإصلاح، ومحركها الرغبة في تطوير المجتمع، وإبدال السلبيات بالإيجابيات.

لا يستصعب أحدكم المسألة، ويُقلْ إنها عملية صعبة كونك تتحدث عن تحديث وتطوير يشمل دولة بأكملها بقطاعاتها ومسؤوليها، فقط ابدأ أنت بنفسك، كن عنصر بناء وأداة من أدوات التطوير والتصحيح، وغيرك إن فعل فإن الأعداد تزيد، وتتحول إلى جموع غفيرة، كلها تتحدث بخطاب واحد، تمارس ثقافة الإصلاح، وحينها تتشعب المسألة وتزيد وتكبر وتصبح نمطاً سائداً، يمثل ديدن عمل الدولة وهواء نتنفسه كل يوم.

أجمل ما في هذه الدنيا، حينما نصلح الأشياء المكسورة، ونبدلها بأشياء صلبة قوية كلها إيجابية، كما الذي يعمل بأمر ربه، ويبدل سيئاته بالحسنات.

لذلك نتطلع دائماً إلى انطلاقات متجددة تعزز من عمليات الإصلاح، وتؤكد أن مشروع ملكنا العزيز سيظل دائماً أساساً لكل اجتهاد وعمل نسعى من ورائه للإنجاز والتميز وخدمة الوطن والمواطن.