هذا ما قاله العديد من المتابعين للشأن الإيراني عن التغريدة التي انتشرت أخيراً في وسائل التواصل الاجتماعي وعلق بها كاتبها على ما يحدث في إيران منذ مقتل الفتاة مهسا أميني التي كل ذنبها أنها لم تغطِّ رأسها بالحجاب بطريقة ترضى عنها «شرطة الأخلاق» التي اختزلت الدين في ذلك.

هنا التغريدة: «النظام الذي يدعي وقوفه إلى جانب مستضعفي العالم، يواجه تهديداً وجودياً من قبل مستضعفي بلده.. النظام الذي ينتقد القمع ضد شعوب بالمنطقة، يمارس ضد شعبه أشد أنواع القمع».

دستور النظام الإيراني يتضمن مادة ملخصها أن النظام معني وجوباً بالوقوف إلى جانب كل الذين تنطبق عليهم صفة المستضعفين في العالم أجمع والانتصار لهم، وهذا وفر له المبرر للتدخل في شؤون الدول الأخرى حيث يكفي أن يقرر أن هذه الدولة أو تلك ينطبق عليها أنها تقمع شعبها ليبدأ في انتقادها والتدخل في شؤونها ودعم من يدعي أنه من مستضعفيها.

اليوم تغيرت الأمور حيث قرر مستضعفو إيران الانتصار لأنفسهم والترتيب لإعلان الثورة التي تأخرت كثيراً فانتهزوا فرصة مقتل الفتاة الكردية ورووا تحركهم بالدماء كي يمنعوا أنفسهم من التراجع خصوصاً بعدما تجاوز عدد الشهداء الـ400 شهيد بينهم نساء وأطفال قتلوا في الشوارع بوحشية. لكن النظام لن يقف إلى جانب هؤلاء المستضعفين والمقهورين الذين سرق ثورتهم قبل أربعين عاماً ونيف لأنه لا يعتبرهم مستضعفين ويرى أنهم يهددون وجوده ويصنفهم في باب الإرهابيين، وبدلاً من الانتصار لهم صار يعمل على قمعهم بإطلاق يد الحرس الثوري لقتلهم واعتقالهم وسجنهم والتنكيل بهم بأي طريقة يراها مناسبة وتضمن بقاء النظام وبتمكين أصحاب الفتاوى ليوفروا له من الأحكام ما يضمن ذلك.

التغريدة تتحدث عن مفارقة ملخصها أن النظام الذي اعتبر نفسه مدافعاً عن مستضعفي العالم لا يدافع عن المستضعفين في إيران ولا يعترف بهم، وأن النظام الذي ينتقد قمع بعض الدول لشعوبها يقمع «شعبه».