إنني من الأشخاص الذين يؤمنون إيماناً تاماً وعميقاً جداً أن كلمة الحق يجب أن لا تخبأ ولا يُتردد بشأن قولها بالأخص في بعض المحطات والمواقف، تلك قاعدة لا جدال فيها، كما الأجمل أن تذكر وتوثق بالأخص المواقف الطيبة.

لمَ نقول ذلك؟ أمام المرسوم الملكي بتعيين الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم السابق رئيساً لمركز الأرشيف الوطني مع احتفاظه بدرجته السابقة، يحق لنا أن نستحضر أهم النقاط الرئيسة المضيئة لمسيرته التي امتدت طيلة عشرين عاماً حقق فيها العديد من المنجزات التعليمية الرائدة التي دعمت مسيرتنا البحرينية التعليمية الممتدة لأكثر من مائة عام، حيث حافظ على ريادتنا التعليمية في منطقة الخليج العربي منذ عهدنا بالتعليم النظامي حينما كانت لنا الريادة سواء في تجربة تعليم الذكور أو الإناث، ولعل كل هذا تجلّى وظهر خلال احتفالاتنا بمئوية التعليم، حيث كانت لنا إنجازات عالمية وإقليمية مشرّفة والتي كشفت أن ريادتنا للتعليم لم تقتصر فقط على أوجه الأنظمة التعليمية طيلة مسيرة مائة عام والعديد من المشاريع التعليمية التنموية، بل إن مملكة البحرين لها الريادة كذلك في أنظمة التعليم الحديثة وبالأخص التعليم الرقمي.

فلعل تجربة البحرين التعليمية المميزة خلال جائحة كورونا (كوفيد19) والتي لفتت الأنظار إقليمياً وعالمياً حول القدرات والطاقات والإمكانيات الهائلة التي تمتلكها مملكة البحرين أمام دول تهاوت فيها الأنظمة التنموية كافة، كانت تعكس مدى قدرتنا على مجابهة كافة التحديات العالية القائمة بإرادة وطنية صلبة وقوية، كما أن مملكة البحرين عززت أسمى مفاهيم الشراكة المجتمعية خلال تلك الجائحة، ومن ضمن الأمثلة العديدة توفير عشرة آلاف حاسوب للطلبة البحرينيين المحتاجين ضمن حملة «فينا خير» التي وجه بها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، كما من منجزاتنا التي نفاخر بها والتي تمت خلال عهد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي تحقيق مملكة البحرين المركز الأول عربياً في مؤشرات التعليم وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية لعامي 2018 و2019 ومؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي عام 2018 والاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم «تيمز 2019»، والأولى عالمياً في مؤشرات الالتحاق بالتعليم الثانوي والعالي عام 2018، والمركز الـ43 عالمياً في مؤشر المعرفة العالمي 2020 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وفيما يخصنا كصحافة، فعلينا أن نقر ونعترف أن الدكتور ماجد النعيمي من أكثر الوزراء تجاوباً وتفاعلاً مع الصحافة البحرينية تطبيقاً لمنهجية سياسة الأبواب المفتوحة التي لطالما دعت إليها قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والمواقف والشواهد في ذلك عديدة وكثيرة، فمعروف عنه منهجية المكاشفة وأنه لا يتردد في الإجابة على أي أسئلة تطرح من الصحافة، مما يعكس ثقته المطلقة وقوته، بل إنه خلال الفعاليات والاحتفالات التي تتم يوجه مكتبه بتزويد الصحافة بكل ما تحتاجه من معلومات ومواد. أذكر أنه في بداية عملي الميداني في الصحافة كنا في احتفال برعايته وكان وقت البرنامج مزدحماً جداً وكان الوقت يتداركه بعد الافتتاح وكان سيتجه لسيارته ويمضي، لكنه عندما علم أن هناك صحفية تود أخذ تصريح صحفي منه رجع واهتم بتقديم تصريح صحفي بدلاً من أن يكلف أحداً من في مكتبه بتزويدنا، في موقف يعكس مدى احترامه وتقديره للصحافة. وقبل عدة أعوام حصل نفس الموقف تماماً في معرض ومؤتمر علمي كان برعايته، وأيضاً رجع وقدم تصريحاً مصوراً ومكتوباً ووجه مكتبه بالاهتمام بأي شيء نحتاجه، وهذا موقف يعكس الكثير عن شخصيته كقيادي.

نحن على ثقة بأن سعادة الوزير السابق د.ماجد النعيمي يشكل إضافة مميزة أينما حل وعُيِّن، كما أننا نثق بأن سعادة الوزير الجديد الدكتور محمد بن مبارك جمعة خير خلف لخير سلف، وأن الحملات الممنهجة الفاشلة التي تحاول النيل منه فور تعيينه تعكس مبدأ الصراخ على قدر الألم.