حتى اللحظة لم يسمع أحد كلمة من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» تنصف الشعب الإيراني الذي هب للدفاع عن حقوقه وكرامته وتتحفظ على ممارسات الحرس الثوري والنظام الذي اختطف ثورة 1979 وتحول إلى جلاد وعادى الآخرين حتى لم يعد له صديق.

لم يسمع أحد كلمة حق لا من الذين يقيمون في إيران ويستدفئون بحضن النظام مباشرة لعلهم يدخلون التاريخ من باب أنهم قالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر ولا من الذين يقيمون في الدول الأخرى ويحصلون على نصيبهم من الدعم، والواضح أنهم جميعاً يعتبرون النظام الإيراني على حق ويعتبرون الشعب الإيراني على باطل، وبناء عليه فالأكيد أنهم يؤيدون القمع الذي يمارسه النظام ضد الشعب الذي روّى درب حريته في الشهرين الأخيرين فقط بدماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى وامتلأت به سجون الملالي.

في السياق نفسه لم يسمع أحد من المسؤولين الإيرانيين تعليقاً ولو على استحياء على ما تقوم به الفضائيات الممولة من النظام والمشمولة برعايته والتي تسب في بعض دول مجلس التعاون على مدار الساعة منذ سنين، وبدلاً من ذلك قال وزير خارجية النظام حسين عبداللهيان إن لدى بلاده «عتب على المسؤولين السعوديين بسبب إحدى القنوات الفضائية» واعتبر ذلك سبباً في تأثر الحوار بين البلدين.

طبعاً الفضائية المقصودة هي قناة «إيران انترناشيونال» التي صارت مصدراً أساساً في نشر أخبار الحراك الشعبي منذ مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني وصار العالم يثق في أخبارها وتحليلاتها، فالنظام الإيراني يعتقد أنها ممولة من السعودية، وهو أمر لا يتوفر عليه أي دليل، متناسياً تمويله للفضائيات السوسة والتي منها قناة «النبأ» التي تستهدف السعودية وتسيء إليها ليل نهار مثلما تسيء قنوات العالم والميادين واللؤلؤة وغيرها إلى البحرين ليل نهار أيضاً ويتوفر على ذلك ألف دليل ودليل.

وبالطبع فإن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يوافقون على كل ما يقوله مسؤولو النظام الإيراني ويبصمون عليه.