منذ أربعة عشر عاماً أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيس المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله مبادرة وطنية لتخصيص يوم وطني للمرأة تكريماً لمسيرة العطاء وتقديراً لجهود المرأة البحرينية في بناء الوطن، ويوافق هذا اليوم الأول من ديسمبر من كل عام، وربما يكون شعار الاحتفاء بالمرأة البحرينية خلال تلك الفترة «قرأت، تعلمت، شاركت» تعبيراً عن المكانة التي حجزتها المرأة البحرينية في إطار خطة الإصلاح والتنمية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والتي أخذت دفعات كبيرة للأمام حتى بات دورها واضحاً كالشمس في دفع عجلة التنمية المستدامة بكافة مستوياتها، حيث وضعت التشريعات التي تصون كرامتها وتحفظ حقوقها، والقرارات التي ترسخ لتمكينها ومساواتها والخطوات التنفيذية التي تكرس لمشاركتها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأصبحت هناك خبرة مؤسسة كبيرة لرعاية قضايا المرأة والمتمثلة والممثلة في المجلس الأعلى للمرأة، فانطلقت المرأة في مسيرة العطاء لتشارك الرجل وتقاسمه كافة الأعباء والواجبات الوطنية وتتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على مقدرات الوطن واستقراره، وفي ذات الوقت هي توازن بين دورها المجتمعي الأسري، وبين واجبات العمل وضوابطه، فوجدناها قد أثبتت ذاتها في مجال التوظيف والعمل ضمن الكادر الإداري للدولة بكفاءة عالية بلغت نسبتها 47% من إجمالي القوي العاملة الوطنية وتجاوزت 50% في القطاع الحكومي، بل وتولت المناصب القيادية ومثلت وطنها في المحافل الدولية، وفي مجال التعليم احتلت نسبة كبيرة في كافة مراحلة، وفي مجال المشاركة السياسية، شاركت أبناء الوطن في دعم أسس الديمقراطية البحرينية وأصبحت عضواً أساسياً في إتمام الاستحقاق الانتخابي الأخير بالانتخاب أو التصويت بنسبة 48%، فمن بين 94 مرشحة حصدت المرأة البحرينية 8 مقاعد برلمانية، وثلاثة مقاعد في المجالس البلدية، ومن هنا يمكن القول إن مسيرتها الوطنية أصبحت رمزاً للعدالة القائمة على المشاركة المجتمعية، وتعبيراً عن الروح الجماعية البناءة التي قادت مسيرة المرأة لتضع لها مكاناً تحت الشمس ليس على المستوى الوطني فقط بل على المستوى الإقليمي والعالمي.