خروج الإيرانيين إلى الشوارع بأعداد كبيرة، في السيارات وسيراً على الأقدام وإطلاق التغاريد من بلكونات الشقق وتوزيع الحلويات وتبادل التهاني للتعبير عن فرحتهم بهزيمة منتخب بلادهم من منتخب الولايات المتحدة فور إطلاق حكم المباراة صفارته معلناً عن نهايتها ومن دون خوف من قمع النظام لهم بل وباستعدادهم لمواجهة آلاته القمعية تفسيره أن الشعب الإيراني يعتبر المنتخب الذي شارك في المونديال يمثل النظام فقط رغم تعبير أعضاء المنتخب عن موقفهم من النظام واحتجاجهم على قمعه للشعب في مباراته الأولى برفضهم ترديد النشيد الوطني، ما يعني أن الفرحة بالهزيمة شملت المنتخب نفسه.

فرحة الشعب الإيراني بخروج منتخب إيران من المونديال وتدفق الآلاف منه إلى الشوارع فجراً فرحاً بذلك هي بمثابة الاستنجاد بالعالم لتخليصه من نظام ظل جاثياً على صدره منذ أكثر من أربعة عقود ذاق خلالها كل أصناف الويل والأذى وبمثابة إعلان عن عدم تراجع الشعب عن الذي بدأه قبل أكثر من شهرين وأنه عازم على تحويل الاحتجاجات التي تتعاظم إلى ثورة تنتهي بإسقاط النظام.

ما حصل سابقة في تاريخ الرياضة والسياسة ومثال على فشل النظام في استغلال بطولة كأس العالم لمصلحته وإيذان ببدء مرحلة جديدة سيعاني خلالها كثيراً ولن يتردد عن إعطاء الباسيج الضوء الأخصر للتعامل مع المحتجين والثائرين على أنهم لا يستحقون الرحمة، حيث الباسيج، كما وصفهم رئيس الحرس الثوري أخيراً «أشداء على الكفار رحماء بينهم».

النظام الإيراني قتل وسجن العديد من الرياضيين في الانتفاضة الحالية ومن قبل وقتل بطل المصارعة الإيراني نافيد أفكاري لمشاركته في احتجاجات 2020 وأعدم قائد المنتخب في مونديال 1978 حبيب خبيري لاتهامه بالانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق، كما أعدم عدداً من الرياضيين في مجالات كرة القدم ورفع الأثقال والكرة الطائرة لمعارضتهم له ودعمهم للمجاهدين ضده، وهذا وغيره كثير أثار غضب الشعب الإيراني فخرج للتعبير عن هزيمة «منتخبه».

الشعب الإيراني اعتبر هزيمة المنتخب الإيراني انتصاراً له.