الرد المنطقي من المحتجين الذين يقتربون من إعلان الثورة في بلادهم على تصريحات الرئيس إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين في حكومته من الذين أوكلت إليهم مهمة محاولة تهدئة الأمور فعمدوا إلى الإعلان عن حل «شرطة الأخلاق» أملاً في وقف الانتفاضة التي تجتاح البلاد منذ مقتل الفتاة مهسا أميني جاء عبر تغريدة من إحدى الناشطات أكدت من خلالها أن النظام يفعل ذلك كتكتيك لوقف الانتفاضة وأن «الإيرانيين لم يواجهوا الرصاص لإسقاط شرطة الأخلاق وإنما لإسقاط النظام»، وهذا يعني أن ما قاله الرئيس رئيسي عن إمكانية إعادة النظر في مواد بالدستور لا قيمة له ولا تأثير لأنه ببساطة جاء بعد انتهاء الوقت بدل الضائع.

الشعب الإيراني لا يعاني فقط من «شرطة الأخلاق» التي تأسست في عهد الرئيس أحمدي نجاد لفرض الحجاب بالطريقة التي يراها النظام مقبولة لدى رب العالمين، ولكنه يعاني من كثير من القيود المفروضة على الحريات الشخصية ومن الأزمة الاقتصادية ومن الاعتقالات والسجون والتعذيب والقمع والعنف والإعدامات ومن العبث في ثروته وتبديدها وإنشاء المليشيات التي يتم بها التدخل في شؤون الدول الأخرى ونشر الإرهاب ومن أمور كثيرة تنغص عليه حياته وتسببت في تخلفه عن العالم.

اليوم لم يعد لدى هذا الشعب الوقت الذي يمكنه فيه الالتفات إلى محاولات النظام للإفلات مما صار فيه بسبب سوء إدارته لحياة الإيرانيين ولا يقبل حتى التفاوض معه، لذا فإن كل ما قاله الرئيس رئيسي وكل ما اتخذته حكومته من خطوات أملاً في التهدئة لا فائدة من ورائه، فالشعب الإيراني «وصل حده» ولم يعد أمامه سوى مواصلة ما بدأه وتحويل الاحتجاجات والانتفاضة إلى ثورة عارمة تفضي إلى إسقاط النظام والتحرر من ربقته ومن عذاب أربعين عاماً ونيف عاش خلالها خارج الحياة.

التقدير أن الشعب الإيراني قادر على تحقيق ما يريد بنفسه ولكن حصوله على المساندة من دول المنطقة والعالم يشد من أزره ويوفر عليه الوقت.