هل يحق لنا أن نشعر بالتفاؤل أملاً في انخفاض أسعار السلع خلال الفترة القادمة، بعد انخفاض أسعار الشحن، وبعد التحركات العالمية من أجل إيجاد مورّدين للأغذية بعيداً عن مناطق الصراع وخلق ممرات آمنة للسلع الأوكرانية؟!

الحقيقة التي يجب أن نضعها نصب أعيننا أنه لا توجد نتائج إيجابية دون عمل ودون زوال الأسباب السلبية التي أحدثت الأزمات، فالحرب الروسية الأوكرانية لم تنتهِ.

وصحيح أنه تم تحييد «كوفيد 19» نسبياً، ولكنه لم تنته بعد بل ظهرت فيروسات أخرى فيجب أن ندرك المسببات حتى نستطيع أن نجابه ما يطرأ علينا من تغيّرات فالعالم أصبح قرية صغيرة كل يؤثر في بعضه.

إن أسعار السلع في الأسواق لم تعد للوراء إلا من خلال بعض العروض النسبية التي لا تكفي لكي نقول إنها أعادت ميزانية الأسر إلى ما قبل كورونا، ولولا دعم القيادة الرشيدة للمواطنين لكان الحال أصعب، فإذا قارنا بين أسعار السلع قبل عامين من الآن سنجد أن الفروقات مازالت كبيرة، حتى أسعار الوجبات الجاهزة تضاعفت قيمتها. والبعض لا يستطيع الاستغناء عن الوجبات الجاهزة نتاج ظروف الأسر العاملة.

فعلى الجميع أن يعيد التفكير في كيفية إدارة ميزانيته، فالأزمات لم تحل بعد، بل إننا قد نجد أنفسنا تجاه أزمة جديدة إذا ما تطورت الأحداث المؤسفة في أوكرانيا وروسيا.

لماذا لا تستبدل الأسر بعض الأشجار بأشجار مثمرة تنتج نوعاً من أنواع الفواكه أو الخضراوات، وشراء الاحتياجات دون إسراف؟ فكلها أفكار ستؤدي إلى تخفيف الضغوط، ولدينا سلاح آخر هو الاستغناء عن السلع المبالغ في أسعارها حتى يتم تخفيض أسعارها فدائماً ما يكون سلاح الاستغناء فاعلاً وتمت تجربته منذ الأزمنة البعيدة في مختلف المناطق ودائماً ما يأتي أثره إيجابياً.

وعلى الجميع أن يكون أداة رصد تساهم في تحديد المخالفات التي تصدر من التجار ونقلها لحماية المستهلك حتى يستطيعوا أن يقوموا بواجبهم مما ينعكس بالإيجاب على الأسواق وعلى الجميع.

وعلى بعض رجال الخير من رجال الأعمال أن يكون لهم دور فاعل في التخفيف من آثار الأزمات الاقتصادية، من خلال عمل بعض الأسواق الخيرية لبيع السلع بأسعار مخفضة أسوة بالتجربة التي حدثت في بعض الدول المجاورة مما يساهم في التخفيف عن الأسر ويجبر التجار على أن يستشعروا الخطر فيقوموا بتخفيض هامش أرباحهم حتى لا تبور سلعهم، فيجب أن يتكاتف الجميع من أجل تخفيف نار زيادة الأسعار.