قبيل أيام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو محزناً لما آلت إليه الأوضاع في مجمع اللاغون في أمواج، ومر في بالي شريط الذكريات حينما كان هذا المكان يعج بالناس، وتحتاج لصبر أيوب لكي تجد موقفاً للسيارة أو مكاناً في مطعم أو مقهى فيه.

ورغم جمال المكان، وإطلالته، وإمكانية توفر الخدمات فيه، إلا أن معظم الأماكن فيه فارغة، وهي التي للأسف لم تمتلئ يوماً من الأيام، وبقي بعضها فارغاً منذ تدشين المجمع قبل أكثر من 12 عاماً، وحتى الآن.

حقيقةً، عدم استغلال هذا المكان بأي شكل من الأشكال، هو خسارة للبحرين وللملاك، ولتنوع الأماكن السياحية في المملكة، ولا أعلم سبباً لهجران المطاعم والمقاهي له، إلا ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل مبالغ فيه، حتى إن أحد أصحاب المقاهي قال لي ذات يوم «أنا أعمل من أجل تسديد الإيجار فقط».

وما ينطبق على اللاغون في أمواج، ينطبق على عدة مجمعات تجارية أخرى، بعضها مفتوح في الهواء الطلق، وبعضها الآخر مغلق ومكيف، وهي مهجورة هي الأخرى لأسباب غالبيتها تتعلق بارتفاع أسعار الإيجارات، وتردي الخدمات، أو عدم توافر مواقف أو سوء الإدارة.

والحال نفسه، ينطبق على العديد من الشوارع التجارية في المملكة، والتي كانت ذات يوم من الأيام مقصداً للزوار والمتسوقين من داخل وخارج البحرين، فترى البنايات فيها فارغة، ورغم ذلك، يصر العديد من الملاك على أسعار إيجارات مرتفعة جداً جداً، ولا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية.

لست خبيراً اقتصادياً، ولكن ما أعرفه هو لو أنه تم تخفيض سعر الإيجار، والقيام بتسهيلات أخرى ستعيد أصحاب الأعمال مجدداً إلى هذه الأماكن، وبكل تأكيد ستنتعش هذه الشوارع والمجمعات مرة أخرى، وسيستطيع كل من لديه فكرة مشروع أن ينفذ مشروعه، ويوسعه.

ولا أعلم أيضاً، ما السبب وراء السماح بالمزيد من الشوارع التجارية بالقرب من الشوارع القديمة، وما الفائدة من الترخيص لها، في حين هناك شوارع مهجورة، وهي مهيأة بشكل كامل لاستقبال حركة مرورية أكبر من تلك التي يتم الترخيص لها الآن.

وهنا، من وجهة نظري الصغيرة والمتواضعة، أرى أنه لابد من تدخل عاجل من قبل كل الجهات، لإعادة الحياة إلى هذه الأماكن من جديد، والوصول إلى تفاهمات أو حتى وضع حد أعلى للأسعار، وجذب المزيد من أصحاب الأعمال إليها، بدلاً من الاكتظاظ الحاصل في شوارع ومجمعات تجارية أخرى.

وإن كانت هذه المجمعات لا طائل من وجودها بتاتاً، إما لتغير الخطة الاقتصادية، أو الرؤية العامة للمنطقة، أو الهدف الرئيس من وجودها.. فمن الأولى إزالتها، والأمر ينطبق أيضاً على الشوارع التجارية الموجودة في مختلف مناطق البحرين.

آخر لمحة

إن كان لدينا اكتفاء من عدد المحلات والمساحات التجارية، إذاً لابد من إيقاف الترخيص لبناء مجمعات تجارية جديدة، تعطي انطباعاً سيئاً وغير حقيقي عن الوضع الاقتصادي في المملكة، فالزائر للمملكة الذي يرى هذا الكم الكبير من المحلات المهجورة، يظن أن هناك أزمة اقتصادية كبرى تعيشها البحرين.