كنا نتوقع أن نرى نهجاً جديداً للمدرب البرتغالي «هليو سوزا» خلال منافسات «خليجي 25» فيما يختص بنهج التدوير الذي يتخذ منه أسلوباً خاصاً في إدارته الفنية للمنتخب الوطني منذ توليه مهمة القيادة الفنية في منتصف عام 2019، وهو النهج الذي نجح من خلاله في تحقيق لقبين تاريخيين للكرة البحرينية بفوزه بكأس منتخبات غرب آسيا التي أقيمت في البصرة وكأس الخليج الرابعة والعشرون التي أقيمت في الدوحة، ولكن ما وجدناه في الجولتين الأولى والثانية من منافسات دوري المجموعات في النسخة الحالية من «المونديال الخليجي» يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن «الرجل» مؤمن إيماناً راسخاً بهذا النهج رغم ما يواجهه من انتقادات إعلامية وفنية يقابلها بصدر رحب من دون أن تزعزع من ثقته بما يؤمن به من نهج يرى فيه شخصيته التدريبية التي صنعت منه مدرباً مرموقاً مع منتخبات بلاده «البرتغال» ومع المنتخب البحريني الذي يعد أفضل من يمتلك «دكة بدلاء» في «خليجي 25» وهو ما يؤكده أغلب المحللين الفنيين في البطولة.

لذلك علينا أن نسلم بما يؤمن به «سوزا» من نهج تدريبي هو من ابتدعه وهو من يؤمن به وهو من يتحمّل مسؤوليته طالما أنه يحقق الأهداف المرجوة عملاً بالمثل القائل «اللي تغلب به.. العب به».

اليوم موعد منتخبنا الوطني مع لقاء أخير في دوري المجموعات أمام المنتخب الكويتي الشقيق، وهو لقاء هام جداً للأحمر من أجل تأكيد صدارته للمجموعة الثانية لتجنب الدخول في الحسابات المعقدة في حال تعادله بالنقاط مع منافسيه القطري والكويتي وكذلك لتحاشي ملاقاة صاحب الأرض والجمهور المنتخب العراقي المرشح لصدارة المجموعة الأولى، ويكفي منتخبنا التعادل لتأمين الصدارة، كما أنه لقاء هام للأزرق الكويتي المنتشي بفوزه على المنتخب الإماراتي وهو ما منحه الأمل في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور نصف النهائي.

بقي أن نؤكد على أن قناعات المدرب «سوزا» بنهج التدوير الشامل ستتواصل، وأن مغامراته الفنية التي يراهن عليها ستستمر، وأن علينا -كمتابعين- أن نتحلّى بضبط النفس ومواصلة الدعاء للمنتخب بالفوز والاستماتة في الدفاع عن اللقب.