سيكون منتخبنا الوطني لكرة القدم اليوم أمام امتحان وتحدٍ جديدين في مشوار الدفاع عن لقبه الخليجي التاريخي عندما يواجه نظيره العماني الشقيق على إستاد الميناء البصراوي في الدور قبل النهائي للنسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، بعد أن تأهل بكل جدارة واقتدار إلى هذا الدور متصدراً مجموعته بانتصارين وتعادل ليضع نفسه أمام فرصة ثمينة لتحقيق طموحاته البطولية..

المنتخب العماني - الذي يحمل في تاريخه الخليجي لقبين سابقين - يعد من المنافسين الشرسين على اللقب الخليجي ونتائجه في دور المجموعات تؤكد على ذلك، إذ إنه تعادل سلباً مع المنتخب العراقي صاحب الأرض والجمهور ثم فاز في اللقاءين التاليين على كل من المنتخبين اليمني والسعودي ليحتل المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف عن العراق المتصدر..

هذه الأرقام تؤكد بأن مواجهة اليوم ستكون نارية بين المنتخبين اللذين يعتبران الأكثر استقراراً، والأكثر جهوزية لهذا العرس الخليجي الذي يسعى كل منهما من خلاله إلى بلوغ الدور النهائي، وتكملة المشوار لاعتلاء منصة التتويج في اليوم الختامي، ونحن – كبحرينيين – نتمنى أن يستمر منتخبنا في انطلاقته التي يتطلع من خلالها للحفاظ على اللقب والظفر بالكأس الخليجية للمرة الثانية توالياً..

ندرك تماماً بأن المدرب البرتغالي «سوزا» يخطط لتحقيق اللقب باستراتيجيته التي ما يزال الكثيرون عاجزين عن فك شفراتها رغم أنها باتت مكشوفة للجميع، وهو بذلك يعزز حنكته التدريبية وقدرته على بناء توليفة متجانسة بين اللاعبين الـ23 المتواجدين في البصرة للدفاع عن الشعار الأحمر والأبيض..

مواجهة اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عن كل المواجهات السابقة، أولاً لأنها بين قوتين متكافئتين فنياً وبدنياً وخبرةً، وثانياً لأنها تلعب بنظام إخراج المغلوب وليس فيها من خيارات غير خيار الفوز، وثالثاً لأنها المحطة المؤدية إلى المباراة النهائية الأكثر قرباً من ملامسة الكأس الغالية، ولذلك فإن حساباتها لا تقتصر على التحضيرات الفنية والبدنية، بل تحتاج إلى الكثير من التحضير والتهيئة النفسية والمعنوية والذهنية والتحفيزية التي تجعل كل من في داخل المستطيل الأخضر يؤدون مهامهم بتركيز عالٍ حتى صافرة النهاية، وهذا ما نأمل ونتمنى أن يكون عليه لاعبونا في مهمتهم الوطنية اليوم..