انتهت «مغامرة» المدرب البرتغالي «سوزا» مع منتخبنا الوطني لكرة القدم بتوديع النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج لكرة القدم التي وصلت إلى خط النهاية بتأهل المنتخبين العراقي والعماني إلى المباراة النهائية والتنافس على اللقب الذي لم يوفق منتخبنا في الحفاظ عليه.

قدر الله و ما شاء فعل، هذا كل ما يمكن قوله عن خسارتنا أمام المنتخب العماني الشقيق والتي كان بالإمكان تجنبها ومواصلة المشوار للدفاع عن اللقب لولا عدم توفيق جهازنا الفني بقيادة «سوزا» في اختيار التشكيلة الأساسية التي بدأ بها هذه المباراة الفاصلة والحاسمة، وأعني هنا بعبارة «عدم التوفيق» تغييب كل من كميل الأسود ومحمد مرهون وأحمد بوغمار عن التشكيلة الأساسية وتأخير مشاركة الثنائي الأبرز في منطقة المناورات كميل ومرهون إلى ما بعد الدقيقة الستين، في الوقت الذي كان الفريق فيه بحاجة إلى تنشيط منطقة المناورات وزيادة الضغط على الدفاع العماني وتفعيل دور المهاجمين.

مواجهة من هذا النوع تحتاج أن تقابلها بأفضل تشكيلة، ووجود الثنائي الأسود ومرهون كان ضرورياً على اعتبار أن الاثنين من أكثر اللاعبين تمتعاً بالقدرات الذهنية التي من شأنها أن تحدد مسار الفريق طوال المباراة، وقد لاحظنا تراجع مستوى بعض اللاعبين وارتباكهم بسبب هذا الغياب، وفي مقدمتهم اللاعب جاسم الشيخ الذي كان بعيداً عن مستواه المعتاد..!

من هنا نؤكد على أهمية أن يعيد المدرب القدير «هليو سوزا» حساباته التكتيكية ومغامراته التدويرية بحيث يحتفظ بالمفاتيح الرئيسة من أمثال اللاعب المتميز كميل الأسود حفاظاً على توازن وفاعلية الفريق وترابط المجموعة مع إقرارنا بأن أسلوب التدوير كانت له إيجابيات عدة، لعل من أبرزها خلق دكة بدلاء قوية وخلق تجانس فني ومعنوي وتحفيزي بين مجموعة اللاعبين المختارين للقائمة النهائية إلى جانب مفاجأة الخصوم وإرباك حساباتهم.

الآن وقد عاد منتخبنا إلى أرض الوطن خالي الوفاض لا نملك إلا أن نحيّي جميع اللاعبين على كل ما بذلوه من جهد طوال الجولات الأربع التي خاضوها في البصرة، ونخص بالذكر المتألقين منهم، وفي مقدمتهم المدافعان وليد الحيام وأمين بنعدي بالإضافة إلى نجم الفريق كميل الأسود، ونتمنى أن يستفيد الجهاز الفني من الدرس الخليجي استعداداً لقادم الاستحقاقات.