حاجته إلى العمل دفعت الشاب ماريو السفر إلى إحدى الدول العربية. ولسبب شخصيته المعقدة ووجهه العبوس كان ينفر الأغلبية من التعامل معه، وبالرغم من كل هذا لم يتوانَ زملاؤه في العمل من الاتصال به والاطمئنان عليه عندما تفقدوا غيابه المفاجئ وعلموا أنه تعرض لأزمة صحية.

وقبل أن يسألهم أَجابوه، أن تعاملهم معه بالحسنى وتجاهلهم لمواقفه السلبية معهم يعود لفهمهم العميق لحق الزمالة المهنية والأهم من هذا إيمانهم بالأخوة الإنسانية.

وهنا بيت القصيد الذي يغفل عنه الكثيرون، أن ما يجمعني معه ومعها ليس قرابة الدم والنسب والعائلة أو الدين وحتى الطائفة والجنسية والبلد وإنما أقوى من ذلك بكثير ألا وهو «الأخوة الإنسانية»... وعلى ضوء هذا وإيماناً بقيمة التعايش السلمي ورفع قيمة التعاون والمؤاخاة بين جميع الأفرقاء اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير اليوم الدولي للأخوة الإنسانية ضمن مبادرة قدمتها كل من الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.

القرار لم يصبني بالدهشة أو بالاستغراب، فكل ما هو حولي يؤكد عليه؛ فبداخل ديرتي المسجد والكنيسة والمعبد ويمكن أن يجتمع على مائدة الإفطار ميشال، محمد وحسن وكومار. وفي عيد الميلاد تشارك عائشة الهدايا مع صديقتها انطوانيت وفي يوم النيروز يبارك عمر لصديقه يعقوب وفي عاشوراء ترسل زينب إلى جارتها حفصة طبق الشلّة المعتاد، فهذه كلها دلائل على سمُو الفكر الإنساني بين أفراد المجتمع البحريني الذي نشأ عليها وترعرع وعلم كيف يتقبل الآخر دون المساس بمعتقداته واتباع مبدأ الحسنى ونشر المودة بين الجميع.

فالحياة الإنسانية الودودة داخل مجتمعاتنا برز أثرها على مستوى العالم وملكينا المفدى حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه مليك الإنسانية ومليك القلوب، ووجود مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أكبر دليل وإثبات.

ومن هنا أقولها لكَ ولكِ ودوماً أردد: أنت مين؟؟!! حقيقة أنا ما بسأل ولا حاسأَل لكن حِسنَك قَلي مين... ولا بَعرف انت أي لون وأي دين بس بعرف أنك خَيي... خَيي بالإنسانية...