في خضم الأحداث المترامية في العالم أصبحت الولايات المتحدة شغلها الشاغل هو الصين فقد أهملت جوانب عديدة من تواجد الصين في قلب الأحداث وانصرفت إلى أمور أخرى تعنى بإيران ومليشياتها وذلك لإضعاف الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج في الوقت الذي تمكنت الصين من السيطرة على جوانب عديدة أهمها الاقتصاد العالمي والطاقة، كما اتجهت الصين إلى عقد شراكات مع دول الشرق الأوسط بدلاً من أمريكا فالولايات المتحدة وعبر عقود من الزمن كانت تولي دول الخليج اهتماماً كبيراً ولكن تراجعت واشنطن عن هذا الاهتمام، وأهملت مشاكله بعد أن أحدثت فوضى عارمة كان الهدف منها تسليم السلطة إلى جماعة الإخوان ثم اتفاق شامل تؤمن به سلامة إسرائيل بعد ذلك تتفرغ إلى عدوها اللدود الصين ولكن لم تكن أمريكا دقيقة في حساباتها فقد فشل مشروعها بعد أحداث رابعة العدوية في مصر ومحاصرة جماعة الإخوان وانتهاء مشروعهم ٢٠١١ حيث ترك فوضى عارمة جراء استيلاء إيران على العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث انتشرت المليشيات الإرهابية مثل حزب الله والحوثي والحشد الشعبي وانتشر الدمار وانتشرت الجماعات الإرهابية مع تخلي أمريكا عن حلفائها وأصدقائها في الخليج إلا أن دول الخليج لم تعتمد على أمريكا فقد قاومت الإرهاب بشتى أنواعه وقضت على الجماعات الإرهابية والتطرف والفكر الضال وأصبحت المملكة العربية السعودية مضرب مثل لدول العالم عن كيفية القضاء على الإرهاب في فترة وجيزة وأصبحت السعودية ودول الخليج خالية من كل الفوضى التي أحدثتها أمريكا ودعمت وجودها إيران وانفتحت دول الخليج على العالم ونوعت شركاءها وعززت مواقفها في الوقت الذي تجاهلت أمريكا وحلفاؤها الأوربيون هذه التحولات حتى بدأت الحرب على أوكرانيا ووجدت أوروبا نفسها في مأزق أكبر وتخلي أمريكا عن أوكرانيا رغم أن هناك اتفاقية وقعت بينهما عام ٢٠٠٤ تنص على أن تقوم أمريكا بالدفاع عن أوكرانيا في حالة تعرضها لهجوم أو شن حرب عليها مقابل تسليم أوكرانيا مالديها من رؤوس نووية إلى روسيا حتى جاءت اللحظة التي أدركت فيها الولايات المتحدة أن دول الخليج أصبحت مختلفة عما قبل لذلك خسرت أمريكا الشرق الأوسط لصالح الصين كما طردت أوروبا من أفريقيا وكأن الموضوع أشبه بحلم وأصبحت دول الخليج تسيطر على مواقف كثيرة لم تحسب لها أمريكا أي حساب.

واشنطن تواجه مشكلة كبيرة أكبر من حجمها فقد انعدمت مصداقية الإدارات الأمريكية أمام الشعب الأمريكي وأصبحت حرية التعبير خصوصاً مع المتحولين جنسياً والتحول المتطرف للشذوذ وبدائل الدولار تكاد تكون وشيكة وإذا سقط الدولار سقطت أمريكا وفقدت الزعامة فاليوم سيد الموقف هو الاقتصاد وليس الصاروخ والمدفع.