الناظر والممعن النظر في المواقف الإنسانية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الناظر يتجلى له من الوهلة الأولى، أن أمر جلالته «بتحويل ميزانيات الاحتفالات بتولي الملك مقاليد الحكم إلى الجمعيات الخيرية، والذي مضى عليه حتى الآن 25 سنة، «اليوبيل الفضي»»، كلها نجاحات وتوفيقات بفضل من الله تعالى، وفي ركن من أركان المملكة، أولها، أن المواطن البحريني ورفاهيته وأمنه واستقراره، وتذليل كل الصعاب أمامه، وتوفير كل ما يصبو إليه من طموحات لتكوين نفسه ورعاية أسرته، في جو هادئ من ناحية تعليم جيل المستقبل ورعايته أسرياً وعلاجياً وتسليحاً بالعلم النافع، وتوفير العمل المناسب ليكون كل فرد منهم لبنة صالحة، يعتمد عليهم بمواصلة البناء التقدم، كما الأجداد وأكثر عطاء وتضحية من أجل سلامة الوطن واستقراره، والمحافظة على تكوينه النسيجي وترابطه، وتلاحمه، وسد الثغرات في وجه كل من يريد النيل من وطننا العزيز، والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة الملهمة، التي وجدها ولمسنا فيها الإخلاص للوطن الغالي وللمواطنين المخلصين دون استثناء، هذا، أولاً، وثانياً، توثيق العلاقات الحميمة بين الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، وشعوب العالم التي تشاركنا العيش على كوكبنا، وأن نكون عوناً لأشقائنا في السراء والضراء، وكذلك مع أمم الأرض، السلام الدائم والوقوف إلى جانب الحق والعدل، وغوث الملهوف ومساعدة المنكوب في المحن، هو من اهتمامات قيادتنا الرشيدة، والدليل، المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، ثالثاً، أن ما يجري في دولة فلسطين من هجوم غير إنساني من قِبل إسرائيل، وإبادات جماعية للمواطنين الفلسطينيين، وُصفت بأنها مجازر يستنكرها كل إنسان يحمل مشاعر إنسانية صدقاً، واستنكرها ودعا إلى وقف الحرب التي لقي فيها حسب القرارات الدولية حتى الآن أكثر من 37765 شهيداً، و86429 مصاباً في عدوان إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر من السنة الماضية، رابعاً -وهو الأهم- أن جلالة مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه الداعي إلى حل النزاعات بين الدول عن طريق الحوار المباشر، والدبلوماسية الواضحة، وعقد مؤتمر أممي في مملكة البحرين وكل سفراته الميمونة ومقابلته زعماء العالم شخصياً لحضور هذا المؤتمر، ودعوته بتوجيه ميزانيات الاحتفالات بتولي جلالته مقاليد الحكم إلى الجمعيات الخيرية هو دليل على نبل مقصد جلالته الإنساني في الداخل والخارج عن طريق المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في محنته، وأنه -أي الشعب الفلسطيني الشقيق- أن نشاركه الأحزان والآلام في هذه الأيام، وإن شاء الله وما ذلك على الله بعزيز، ستعم الأفراح مملكة البحرين ملكة وحكومة وشعباً.

ومن المهم أننا نقرأ ونسمع أن دولاً بادرت بالاعتراف بدولة فلسطين حديثاً، كل هذا وذلك هو الشغل الشاغل لجلالته حفظه الله ورعاه، وإن شاء الله يتحقق بجهوده ما يأمله الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الكاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأن يعم السلام في الشرف الأوسط والعالم أجمع.