في ظل موجة الانتخابات الأمريكية، تكشف بعض وسائل الإعلام المحلية أن هناك إشكالية كبيرة لدى واشنطن تتمثل بأنها تبحر في بحر مجهول من الديون الفيدرالية، وسط عدم اهتمام لا من المراقبين أو الحكومة، حيث أضاف دونالد ترامب والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ديون متراكمة تصل في حدود 7 تريليونات دولار.

ونتيجة لذك، قالت الصحف الأمريكية إن ارتفاع الفائدة وقانون الضرائب الحالي لا يوفر إيرادات كافية لتغطية الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، حيث يعتبر المساس بتلك الحقوق ستؤثر على مجرى الانتخابات، حيث يتحاشى كل من الحزب الديمقراطي والجمهوري الحديث عن ذلك.

وللتوضيح، فإن العالم يتأثر بشكل كبير في حال وجود أي انهيار على مستوى الميزانيات الفيدرالية الأمريكية، فقد أدت الحرب الأوكرانية وإسرائيل في غزة مع بعض التوترات في المحيط الهادئ إلى طلب متزايد على زيادة الدين العام الأمريكي والذي وصل إلى أكثر من 34 تريليون دولار، فهذا يعني أن واشنطن قد تعاني في الفترة القادمة بتبعات هذا الديون التي لا يمكن تسديدها إلا عن طريق زيادة الضرائب وشد الحزام.

فالمواطن الأمريكي لا ينظر نجاح أو فشل السياسات الخارجية لبايدن أو ترامب أو كامالا هاريس، بل يترقب أن تستمر المساعدات الاجتماعية والرعاية الصحة بالشكل الذي يضمن بقاء الحلم الأمريكي، في المقابل، فإن السياسات الأمريكية في ظل الوضع الجيوسياسي يذهب إلى أن المواطن الأمريكي سيدفع ثمنها والدليل على ذلك مستويات التضخم في الأطعمة والمواد الأساسية على رغم من انخفاض أسعار النفط.

النقطة التي يجب أن يستوعبها الجميع، أن قوة أمريكا قائمة على قدراتها العسكرية ونفوذها على القرار الدولي، وفور أن يكون الوجود الأمريكي ليس له قيمة أو مهدداً، فإن قيمة الدولار وأزمة الديون ستؤدي إلى كارثة ليس على أمريكا وحدها بل العالم، وحينها سيكون للقطب الجديد المتمثل في بريكس الملجأ للكثير من دول العالم النامي فهو يخطط بشكل واضح من خلال بنك التنمية التابع للمجموعة إلى الذهاب إلى عملة موحدة مدعومة بأصول ثابتة لتفادي تقلبات الأسعار ولاستقرار الأسواق.