يمثل إنشاء المجلس الأعلى للمرأة أحد المكتسبات العظيمة للمشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كما أنه يبرز كأحد الإنجازات الكبيرة لميثاق العمل الوطني، حينما أصدر جلالة الملك المعظم الأمر الملكي السامي برقم 44 لسنة 2001، بإنشاء المجلس في 22 أغسطس 2001.

لقد شكل تأسيس وإنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم، حفظها الله، تحولاً نوعياً واستراتيجياً في تعزيز مكانة المرأة البحرينية لا سيما، وأن المجلس ساهم بشكل استراتيجي في تعزيز تقدم المرأة البحرينية على مختلف الأصعدة، وفي شتى المجالات، بفضل التوجيهات السديدة والحكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حكيمة وحثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.

وما يحسب للمرأة البحرينية على مر العصور أنها بحق وعن جدارة واستحقاق تمثل الشريك الجدير في بناء الدولة البحرينية من خلال إسهامات يشهد بها القاصي والداني، لذلك أتى تأسيس وإنشاء المجلس الأعلى للمرأة، هذا الصرح الوطني الكبير والعظيم ليكون شاهداً على إنجازات المرأة البحرينية على مر العصور.

وعلى مدار أكثر من 3 عقود، تميز أداء وعطاء المجلس الأعلى للمرأة بتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات من خلال مبادرات رائدة ومتميزة، لعل أبرزها اعتماد «يوم المرأة البحرينية» ليكون اليوم الأول من ديسمبر من كل عام للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، اعتباراً من 1 ديسمبر 2008، تحت شعار «قرأت .. تعلمت .. شاركت».

ولابد من الإشارة إلى مبادرة جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة البحرينية، والتي تمنح لأفضل الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة المتميزة في مجالات دعم وتمكين المرأة البحرينية العاملة، وذلك انطلاقاً من حرص واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بمكانة المرأة البحرينية.

ومن المبادرات التي لاقت صدى طيباً على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، والتي تبنتها الأمم المتحدة خاصة مع تحقيق النجاح الكبير في تطبيق جائزة تقدم المرأة في المملكة.

ومن اللافت أيضاً مبادرة جائزة صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي.

وهناك مبادرة «امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة» والتي تشجع الطاقات والكفاءات الشابة المتميزة في مجال ريادة الأعمال، وإبراز قصص نجاحها في إدارة العمل الحر، وتسليط الضوء على القطاعات الاستثمارية والاقتصادية الجديدة في المملكة.

إن المجلس الأعلى للمرأة، هذا الصرح الوطني العظيم سوف يظل شاهداً على عظمة وريادة المرأة البحرينية التي تشارك في بناء هذا الوطن وهي تبذل الغالي والنفيس في شتى المجالات من أجل رفعة ونهضة بلادها، لتكون الأيقونة والقدوة والمثل الأعلى لسيدات العالم أجمع.