حياة الفضاء الإلكتروني وعصر تطبيقات التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها، عالم فرض علينا فرضاً، ومن الخطأ إغلاق أو حظر تطبيق ما، فهنالك ألف طريقة للوصول إليه، وفي حال أغلقنا تطبيقاً ظهر آخر، فالحل التعايش والاستفادة من هذه التطبيقات قدر الإمكان فهي العالم المستقبلي، واستحالة العودة إلى الماضي والحياة البسيطة.

ويومياً يُعْلَن عن إطلاق تطبيق اجتماعي جديد يخطف الأنظار لفترة ويهفت لاحقاً، وهنالك عدد قليل من فرض هيمنته وسيطرته، ومنها عدد من التطبيقات وهي «أكس» و«انستغرام» و«تيك توك» و«سناب شاب»، ولكل واحد منهم ميزة تحدد آلية استخدامه سواء للترفيه أو نشر الأخبار وتبادل وجهات النظر وغيرها، من صور الاستفادة من هذه التطبيقات، وجهاز التحكم في نوعية المحتوى بيد صاحب الصفحة، أما أن يكون هادفاً أو هابطاً.

ومن المؤسف ما نراه اليوم للمحتوى غير الهادف المنتشر في معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولكن كلها في كف وما ينشر في الـ«تيك توك» في كف آخر وعالم «البثوث» التي تؤسس لسلوكيات وأفكار هدامة، واستغلال سيئ للتطبيق في نشر محتوى هابط لا يليق بمجتمعاتنا العربية، ومع الأسف بعض الشباب ينجر إلى التقليد والسماح للآخرين بالتنمر والاستهزاء به في العلن كل ذلك مقبول في سبيل كسب المال السريع.

وتجاوز عدد من مستخدمي الـ«تيك توك» في بثوثه الأخلاق والعقل والقانون، بنشر فيديوهات مخلة للحياء والآداب العامة، وبالفعل تحركت الجهات المعنية وضُبِط عدد منهم واُتُّخِذَت الإجراءات القانونية تجاههم، ولكن هذه الإجراءات لم تقف عائقاً أمام غيرهم لمواصلة درب نشر الرسائل السامة في المجتمع، وحتى بعض الدول الأوروبية والآسيوية حظرت التطبيق حفاظاً على النشء، ولكن هل الحل إغلاق التطبيقات أم صنع جيل واعٍ ومدرك وقادر على اختيار المحتوى الهادف من غيره.

عوالم الفضاء الإلكتروني هي المستقبل الذي لا مفر منها شئنا أم أبينا، ويجب أن نتكيف مع متغيرات الحياة الإلكترونية، ولا ننكر بأنها سهلت علينا الكثير، ولكن لا يعني ذلك ترك الحبل على الغارب، وعدم التصدي للرسائل غير الأخلاقية في تلك التطبيقات، خاصة «بثوث» التيك توك غير الهادفة، والتي تتضمن سلوكيات غير أخلاقية وكلمات بذيئة، فلا احترام لخصوصيات الأسرة والأبناء وقدسية العلاقات الزوجية، فكلما زاد سقف قلة الحياء والاستخفاف بأنفسنا في «البث» زاد «التكبيس» و«المتابعين» وارتفع الرصيد المالي، وانتشرت ثقافة الانحدار بأخلاق المجتمعات.

مع الأسف، هذه السلوكيات ليست بعيدة عن أبنائنا فالبعض يمارسها بوعي وآخر بجهل بعواقبها، وآخرون يضربون الأخلاق والقوانين عرض الحائط، وينشر رسائل تسيء إلى المجتمع قبل أنفسهم، وبكل جرأة إحداهن تفتح «بث» في التيك توك برفقة زوجها وتبادل أطراف الحديث بصورة جرئية ومخلة بالحياء العام، وحتى اليوم مستمرين في بث محتوى غير مناسب أخلاقياً، فهذه الفئة تحتاج إلى إجراء قانوني صارم وحل جذري.