الأيام الماضية، وقبلها بأسابيع، عاشت الرياضة البحرينية فترة ذهبية بالفعل، خلالها سطع اسم بلادنا وتردد على المستوى العالمي.
وكأنها البارحة حينما انتهت أولمبياد باريس، واستقبال جلالة الملك «الرياضي الأول» لأبطال البحرين الذين توجوا بالميداليات الملونة، بل وتصدرت بإنجازاتها مملكة البحرين قائمة الدول العربية المشاركة في الأولمبياد، في إنجاز غير مسبوق، الجميل فيه إعلاء علم البحرين وعزف سلامنا الملكي في أعلى المحافل الرياضية.
وبعدها كانت «الثورة القوية» من قبل فريق «الماكلارين» في بطولة العالم للفورمولا واحد، الفريق الذي تملكه البحرين، والذي نجح في اعتلاء منصة البطولة بالفوز بسباق هنغاريا، والأجمل حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله السباق واحتفاله مع الأبطال والفريق، وكيف أن هذه الصور واللقطات جعلت أنظار العالم تتعرف أكثر على البحرين عبر ملكيتها لفريق الماكلارين، وللبحث أكثر عن الأمير البحريني الموجود في التتويج.
البحث هذا سيوصلك إلى معرفة «عراب حلبة البحرين الدولية» الأمير الذي جاء بالسباق العالمي الذي يتابعه 500 مليون حول العالم، وكيف جعل حلبة البحرين الدولية تصنع التاريخ وتبرز اسم بلادنا وتؤكد على أن صحراءنا بترابها وواحاتها هي «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط»، وكيف أن البحرين بفضل رؤية عاشق السيارات الأمير سلمان فتحت الباب للمنطقة لتسمو بكعبها العالي في هذه الرياضة عبر الحلبات الموجودة في دول أشقائنا والنجاحات التي تحققها هذه الحلبات الخليجية العربية.
انتفاضة الماكلارين أنذرت الفرق بعودة الفريق العريق للمنافسة في بطولتي السائقين والصانعين، ولولا صمود سائق الفيراري شارل لوكلير في سباق إيطاليا الأخير أمام سائقي الماكلارين بياستري ونوريس لكانت الماكلارين ستحقق الانتصار بالمركز الأول للسباق الثاني على التوالي، لكن رغم ذلك وصل السائقان لبوديم التتويج ثانياً وثالثاً، وبالتالي ستحمل السباقات القادمة تحدياً للفرق أمام تقدم الفريق المملوك بحرينياً ومنافسته الشرسة.
ويمضي بنا الحديث الآن عن إنجاز فردي مهم لكن بنكهة عالمية، إنجاز عودنا عليه شاب إصراره وعزيمته تزداد ولا تنقص، سمو الشيخ ناصر بن حمد، والذي قبل عامين كان يتحدث بطموح وتحدٍّ عن حلم الفوز بلقب بطولة العالم للقدرة، وكان على الموعد وعلى قدر التحدّي وحقق البطولة. لكنه يعرف بأن الوصول للقمة صعب والحفاظ على هذه المكانة أصعب، وبالتالي كان الترقب لسباق هذا العام، والذي فيه حقق إنجازاً تاريخياً وفاز للمرة الثانية على التوالي ببطولة العالم، ليُتوَّج ابن البحرين بلقب «فارس العالم» عن جدارة واستحقاق.
ناصر بن حمد شاب تعودنا عليه منذ صغره الاجتهاد والمثابرة والتحدي وقهر المستحيل، جينات جلالة الملك الرياضي الأول تبرز من خلاله، وحماس الشباب وعزيمتهم والتطلع للتفوق التي عرّفنا عليها شقيقه الأكبر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان تنعكس أيضاً في شقيقه. ومثلما كان ولايزال الأمير سلمان قدوة للشباب في الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والقيادة والإنجاز، ناصر بن حمد قدوة للشباب في التحدي والتميز الرياضي وإعلاء اسم البحرين. وكم كان موقف الشقيقين جميلاً حينما استقبل الأمير سلمان شقيقه مهنئاً وموجّهاً له السؤال للاطمئنان عليه بعد السباق الجهيد «شلونك أخوي».
وبنفس الروح أبدع أبطال البحرين، ومثلما قال قبل سنوات سمو الشيخ ناصر في مقابلة شهيرة بأن منتخب البحرين سيفوز بكأس الخليج، وبالفعل فعلها أبطال البحرين وخطفوا الكأس الخليجية، وها هم يسعون اليوم لتحقيق نبوءته الثانية بالوصول إلى كأس العالم، فكان الفوز التاريخي على أستراليا القوية في عقر دارها، واليوم يستعدون لمواجهة الساموراي الياباني على أرض البحرين، فبالتوفيق لأبطالنا.
ولا ننسى هنا أحد أقوى أبطال البحرين، والشاب الذي تعلمنا منه القوة والصبر والتحدي في المجال العسكري والرياضي، الشجاع الذي قطع البحر سباحة بين البحرين والسعودية، وأسس للفنون القتالية وغيرها، واليوم يهتم بكل صغيرة وكبيرة في رياضتنا، سمو الشيخ خالد بن حمد النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس هيئة الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية. الذي إن احتاج أحد للتعرّف على إنجازاته الرياضية بشكل يومي فما عليه إلا متابعة حسابه الذي يُعدّ أقوى وسيلة نشر إعلامية لإنجازات أبطال البحرين.
دعم واهتمام سمو الشيخ خالد بن حمد كان له الأثر الأكبر في تحقيق «عمالقة البحرين» منتخبنا لكرة السلة لبطولة الخليج العربي عن جدارة واستحقاق، ليكون اللقب تتويجاً لمسيرة تألق الرياضة البحرينية في الآونة الأخيرة، وبإذن الله امتداداً لتفوق رياضي بحريني قادم يكون على قدر التحديات.