عجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بصور ولقطات فيديو نقلت المشاعر الجياشة والفرحة العارمة من قِبل أهالي وأُسر وأبناء المحكومين في عدد من القضايا الجنائية، وكانت لقطات مفرحة تفاعل معها العديد من النشطاء في تلك المواقع والتطبيقات من البحرين وخارجها، قدّموا من خلال تعليقاتهم وتدويناتهم الشكر والتقدير لملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لتلك المكرمة الحانية التي تفضّل بها جلالته تزامناً مع الاحتفال باليوبيل الفضي لذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم بالبلاد.
تلك اللقطات والمقاطع، وإن تفاعل معها الكثير، يبقى تفاعل الأبناء والوالدين هو السمة الأبرز، وتبقى الفرحة والمشاعر الجياشة هي الطاغية على هذه المكرمة التي تفضّل بها ملك البلاد المعظم لينشر السعادة والفرح في العديد من المنازل وبين الأُسر، وما بين المكرمة الملكية السامية الأولى والثانية أسابيع قليلة رصدنا من خلالها ردود أفعال إيجابية من قِبل الجميع ليعودوا إلى أحضان أُسرهم ومجتمعهم كسواعد فاعلة في بناء المجتمع ونهضته.
الكرة الآن في ملعب المفرج عنهم، لتكون هذه المبادرة من ملك الإنسانية بمثابة الباب الأول الذي تمّ فتحه لبناء حياة جديدة وصفحة بيضاء خالية من أي شوائب، وهي أساس لكل أُسرة لتهيئة الأجواء لإعادة اندماج أحد أفرادها مرة أخرى وبروح جديدة بالمجتمع، وهي فرصة لإعادة التخطيط ومسح الأفكار الهدامة التي كادت أن تهدم حياتهم بسبب المغرضين والحاقدين والناعقين من الخارج غير الآبهين بمستقبل أولئك الشباب وغير المبصرين إلا لأجندتهم ذات السواد التي جعلت من مستقبلهم مستقبلاً مظلماً لولا رأفة ملك القلوب وإنسانية الحاكم التي تجلت في أبهى صورها من خلال هذا العفو الملكي السامي.
اليوم وجب على الجميع الانخراط في البناء والكف عن العبث السياسي بذراعه الجنائي والإجرامي، والتفكير مليّاً بالمستقبل والنجاح في الحياة المجتمعية خاصة في ظل الحريات العامة والدستور الذي يكفل كافة الجوانب الحياتية وبنظام قانوني يحمي الحقوق ويصون الواجبات ويكفل العدالة للجميع، وانتهاز هذا العفو لوضع اللبنة الأولى لأساس قوي مبني على الاستمتاع بالحياة وبجوانبها المشرقة ورفع راية الوطن عالية خفّاقة في كل تخصّص ومجال.