باتت الزحمة المرورية حدثاً يومياً تأقلمنا معها شئنا أم أبينا، وبشكل خاص مع انتهاء الإجازة الصيفية وموسم السفر، وعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، وأعمال تطوير الطرق في بعض المناطق، وإجازة نهاية الأسبوع «الويكند»، ولكن السائق له طرف في هذه المعادلة الصعبة كيف؟؟
مع بداية موسم العودة إلى الدراسة، يكون الشغل الشاغل كيف نتفادى الزحام المروري في الفترة الصباحية، لضمان وصول أبنائنا إلى مدارسهم في الوقت الملائم، مما يضطر البعض إلى الخروج في ساعات مبكرة جداً لتفادي أي طارئ أو زحمة مرورية، وآخر يسلك طرقاً أقل زحاماً.
ورغم ذلك نتعرض لتعطل الحركة المرورية في بعض الأيام، إما بسبب وقوع حادث مروري أو عطل في مركبة بالطريق العام، وغيرها من الظروف الخارجة عن سيطرتنا، وهو أمر وارد الحدوث، ولكن الطامة الكبرى التي تحتاج إلى وقفة وحل سريع تصرفات بعض السائقين التي هي المسبب الرئيسي للزحام وتوقف السيارات طوابير لفترات طويلة، والسبب قيام البعض بتجاوز السيارات التي أمامه ليكون في طليعة التقاطع للخروج على الشارع العام.
ويعتقد بعض السائقين بأنه الشخص الوحيد على عجلة من أمره، والحريص على الوصول للمدرسة أو الدوام في الوقت المحدد، وكأن باقي مرتادي الطريق العام لديهم اليوم بأكمله، و«الأدمر» تنتابه حالة هستيرية و«يشبر ويعبر» بيديه في حال رفضت إعطاءه مجالاً للمرور، ويصر على ذلك حتى لو تسبب في حادث مروري، المهم يفرض سيطرته على الشارع، كما يعتقد طبعاً.
وتصرف آخر، لبعض السواق بالوقوف بطريقة خاطئة وحجز أحد المسارات لقضاء معاملة سريعة سواء «بالبرادة» أو «المصرف» أو شراء «كوب كرك» على مبدأ دقائق بسيطة لن يكون لها أثر، وعلى السائقين الآخرين التصرف وفق المعطيات الموجودة في الطريق، باتخاذ المسار المعاكس للعبور وتوقف المسار الآخر، دون الاكتراث بأثر هذا الوقت الضائع على التزامات غيره، فلا نستخف بالدقيقة فلها أثر لا يستهان به، فأحياناً حياة إنسان تقف على هذه الدقيقة في حال كانت المركبة التي ترغب في العبور سيارة إسعاف وليس سائقاً عادياً.
ومن السلوكيات المنتشرة في الفترة الأخيرة، عدم التزام السائق بالسرعة المقررة في الطرق السريعة، أو في الشوارع الداخلية، خاصة ذي المسارين المعاكسين، فسائق يقود سيارته أقل من 80 كيلومتراً في الساعة في المسار الأيسر المخصص لسرعة 100 وما فوق و«المستعجلين»، وأحياناً سائق يتخذ المسار الأوسط، ويقود مركبة بسرعة 60 ويتسبب بوقوع حادث مروري بليغ، لاضطرار المركبات في الخلف لتجاوزه بصورة مفاجئة، كل ذلك لانشغاله بالهاتف النقال.
طبعاً هذا الأمر، لا يعني بأن الازدحام المروري ليس له صلة بالبنية التحتية التي تتطلب المزيد من أعمال تطوير الطرقات، فهذا أمر لا خلاف عليه، ولكن إلى حين إتمام تلك المشاريع «إلى بعض السائقين.. لا تزيدون الطين بلة».