* نعدم بأيدينا بدون أن نفقه زهور الفرح من مساحات نفوسنا، نغتالها لأننا استسلمنا لطوفان الهم المهلك الذي أبعدنا عن نبراس الحياة الجميل، وعن تقبل أقدار الحياة، بتنا نتذوق العلقم ونعيش أسرى لأكدار الحياة، متناسين أن الدنيا «غدارة» مليئة بالمفاجآت، وأحوالها لا تدوم على حال، ولله در القائل:
طبعــــت علــــى كــــدر وأنـــت تريدها
صفــواً مـــن الأقـــذاء والأكـــدار
دار متـــى مـــا أضحكت فــــي يومها
أبكت غــدراً.. قبـحـاً لهـــا من دار
دار فانية لا نلتفت بين جنباتها إلا «لسوء الأحوال» وتراكم الهموم، تناسينا فيها ذلك الخير الجميل الذي أعطانا المولى تعالى إياه، يا لها من دار عجيبة، ويا لك من إنسان عجيب، عد سريعاً إلى صوابك، فلحظاتك القادمة لا تعلم ما تخفيها من مفاجآت، عش لحظتك واستعد للقدر المحتوم.
* الواجبات أكثر من الأوقات، ومهما بذلت من جهد جهيد فلن يسعك الوقت لتنهي كل شيء، فكل من رحل عن دنيا البشر لم يسعفه الوقت لينتهي من كل شيء، إن نذرت حياتك كلها لله، فستجد المولى تعالى يفتح لك أبواب مشرعة لا تنتهي من أجل أن تحصد الأجر وتغتنم الفرصة لتعش في كنف الله تعالى، لذا فوازن بين أمورك، وعش لحظاتك الحاضرة بأولويات مهمة، ولا تحبس نفسك بين وتيرة «التعب» المتسارعة.
* يحاول مراراً وتكراراً أن يعيق تقدمك، والتنقيص من قدرك، وإفشال أي محاولة نجاح تتقدم بها، يحاول أن يترصد لأخطاء تجربتك ويتهمها بالفشل المرير مهما قدمت فيها من جهود مضنية، أمثال هؤلاء المرضى لا تكتب حروفهم في صفحات المسير، ولتذهب طبائعهم القبيحة أدراج الرياح.
* أمل فتاة رقيقة المشاعر والأحاسيس، طيبة القلب، لا تحمل أي ضغينة في قلبها على الآخرين، تحب الخير لكل الناس، تفزع لأي شخص تراه في حاجة، تنتشله من محنته، مهما جرحت كيانها، فستظل صامدة تتنفس الفرح والسعادة، وتنظر للأمور بجوانبها الجميلة المضيئة، وأن القادم سيكون بلا شك أجمل من الأيام التي تسبقها، أمل تثق بتوفيق الله تعالى في كل أمورها، تثق أن الحياة نعيشها لكي نقطف منها أحلى زهور الخير، حتى نلاقي بها الديان في يوم التناد، احذر أن تعيق تقدم «أمل» أو أن تجرحها ولو بكلمة غير مقصودة، حافظ على بريقها، فهي عملة نادرة في زمن النسيان.
* للأقرباء والأحباب الشأن الكبير في حياتك، يمثلون صورة لا تتكرر مهما طال الزمان أو قصر، صورة في بعض الأحيان تحاول إطالة النظر فيها بحثاً عن معاني السعادة والأمل، هم أطياف جميلة تتراقص أمامك في كل حين، قلبك يخفق مراراً كلما ألم بهم ألم الحياة، أو كابدوا بتعب أعاصير الظروف، تتألم بألمهم، وتحزن بحزنهم، سلواك في كل حين دعوة رقيقة ترفعها لرب الأسماء، بأن يحفظهم المولى لك، ويعيشوا في سعادة واستقرار وطمأنينة وضحكات الحياة المشرقة، ويجمعك بهم على الخير في الدنيا وفي الفردوس الأعلى.
* جميل أن تزرع الحب والاحترام في كل مكان تطأ فيها قدمك، جميل أن تعلم كل من تقابله أنك قد ولدت لزراعة الحب في كل أرجاء الحياة، لا تتثاقل عن ذلك أبداً وإن أعيتك أحياناً ظروف العيش، قد تفتر فترة، تتراجع فترات، تتجهم للحظات، ولكنك تبقى «كيان الحب والاحترام» الذي يراه غيرك سمة بارزة لا ينبغي أن نتنازل عنها حتى نعيش جميعاً في دوحة جميلة مليئة بالحب، أولها حب الله تعالى، الذي علمنا حب الناس.
* عندما تغوص في ميدان «التطوع» فإنك وبلا شك قد أيقنت بأنك قادر على أن تكون شامة يشار إليها بالبنان، ليس من أجل أن يقال فلان فعل وصال وجال، ولكن من أجل أن تكون «قدوة وبصمة» في حياة البشر يستلهمون منك طاقة الهمة والعطاء الزاخر الذي لا ينضب، ومع كل ذلك فالحذر واجب بأن تأخذك حمية «المصلحة» بأن يكون لكل عملك المقابل الحياتي الذي تربطه مع فيض بصماتك، اربط كل حركاتك بحبال النية والإخلاص، وكن مع الله دائماً.
* يقول الدكتور خالد المنيف «إن التمركز حول محور الذنب يمنعك من التحليق في فضاءات السكينة ويستدرجك إلى مصيدة أن غيرك هو الأفضل، وهنا ستحاول الهروب من وضعك بالاستغراق في خدمة الآخرين وتحقيق رغباتهم»، تأمل ذلك جيداً.
* رمضان على الأبواب، فماذا أعددنا له؟ سل الله تعالى أن يبلغك رمضان ويعينك على صيامه وقيامه وأنت في صحة وعافية وسعة رزق وطول عمر، وإن كنت في غفلة الآن، فبادر سريعاً للتعلق بأستار الإيمان، وسل الله تعالى الإعانة والتوفيق.
* بعض المعاني الجميلة، تحاول أن تكرر صورها وومضاتها، لأنها تمثل بالنسبة لك المعنى الجميل الذي تحيا به وتسعد في دنيا البشر.