الأرض الحية لا تتوقف عن الابتكار، والعقل المبدع لا يكف عن البحث في الجديد والطريف والمختلف والمغاير والمدهش وغير المألوف، لهذا نتوقف اليوم أمام أحد الابتكارات الجديدة، والتي تبتدعها العقليات التي لا تعترف بالصعاب ولا المستحيلات، والتي نراها تتطور أمامنا عاماً بعد آخر، وأعني بذلك برنامج «البيت» الحي المباشر.
والبيت لمن تابعه، هو مسابقة تلفزيونية شعرية فريدة من نوعها وهو يعتبر أحدث مشاريع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث المركز المعتمد والموثوق لحفظ ونشر التراث الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وإذا جئنا لفكرة المسابقة سنجدها بسيطة جداً، ولكنها تحمل العمق والجدية، وتحفز مشاعر الشاعر على النطق مباشرة دون انتظار اختمار، لذلك تكون ساخنة، ناضجة، حارة، مشحونة بما تحدثه النبضة في القلب، حيث يطرح شطر من الشعر النبطي يحمل معناه قدراً من الغموض ويتعين على المشتركين إكمال هذا الشطر من خلال تغريدة عبر موقع «تويتر»، لا يتجاوز عدد حروفها 140 حرفاً. لا يمكن الاشتراك في برنامج البيت إلا من بعد إكمال التسجيل على الموقع الإلكتروني، ناشراً في فضاء العالم الافتراضي شعار، «أكمل البيت وخذ جائزتك».
«البيت» برنامج أسبوعي بث يوم الاثنين الماضي على قناة دبي الأولى الساعة العاشرة والنصف مساءً، وقد تم إرسال المشاركات في الساعة الخامسة مساءً من يوم العرض حيث تمتد مدة المشاركة حتى الساعة السابعة مساءً، لجنة خاصة فرزت جميع المشاركات، وإرسالها إلى لجنة التحكيم التي تضم أربع من عمالقة الشعر هم «نايف الرشيدي، ومدغم بو شيبة، ومبارك آل خليفة، ومحمد المر بالعبد المهيري». وقامت لجنة التحكيم باختيار فائز لكل حلقة، وقد حصل الفائز على 100 ألف درهم إماراتي. وفي موسمه الثالث قام البيت بمنح جائزة قدرها 10 آلاف درهم إماراتي لكل مبدع يصل شطره إلى الشاشة الذهبية في مسابقة الشطر.
وعلى مدار مرحلتين من نصف النهائيات، تحت إدارة المبدع بركات الوقيان، تنافس الشعراء في الأستوديو، وشهدنا المرحلة نصف النهائية الأولى، تنافس شعراء البيت الستة الذين أثبتوا تميزهم، وشعراء الصورة الخمسة الذين فازوا بفقرة شاعر الصورة على مدار الحلقات الست الأولى، ليتأهل في نهاية المرحلة أفضل شاعرين من كل فئة إلى التصفيات النهائية، وبعد مرور الحلقات الست التالية، يتجدد التحدي في مرحلة نصف النهائيات الثانية، وفي الحلقة النهائية يتنافس أفضل 4 شعراء في فقرتي الشطر والصورة مباشرة على الهواء، لكسب لقب شاعر الصورة وشاعر البيت، وربح الجائزة الكبرى وهي مليون درهم إماراتي، كما يتضمن البرنامج مسابقة أخرى عبر «تويتر»، حيث سيتم عرض صورة من «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي» للمشاهدين على الهواء مباشرة، ويتعين عليهم أن يستوحوا بيت شعر وإرساله إلى حساب «تويتر» الخاص بالمسابقة وينتهي استقبال المشاركات خلال أربعة أيام من عرض الصورة «منتصف يوم الجمعة»، وتقدر قيمة الجائزة بـ 100 ألف درهم إماراتي للفائز الرئيس و100 ألف إضافية موزعة على فائزين، 50 ألف لكل مشارك، ليصبح مجموع الجوائز 510 آلاف درهم أسبوعياً.
هذا البرنامج يستمد قوته من رغبة الشيخ الشاعر حمدان في تحويل الشعر إلى خبز يومي، يحفز الشعراء إلى القول، ويرتفع بذائقة المتلقين، وما كان لهذا البرنامج أن ينجح لولا الفريق الإعلامي والفني الذي يعمل كخلية نحل من أجل إيصال البرنامج إلى أوسع مجال ممكن.