ألقى ماكماستر كلمته في مؤتمر ميونيخ مطالباً الأوربيين أن يتوافقوا معه على خطورة التمدد الإيراني في المنطقة وضرورة التصدي له، ومثله فعلت هيلي مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، هي الأخرى قالت آن الأوان للتصدي لإيران.

المشكلة الآن أن الأمريكان يعرفون أن أي قرار يجب أن يحظى على موافقة الأوروبيين حتى لا يتم اختراقه وحتى لا يفرض قرار يتضرر منه الأمريكي وحده في حين لا تنفذ أوروبا أي من تلك القرارات، وفي ظل العلاقة الأمريكية الأوروبية المتوترة في ظل إدارة ترامب فإن حصول مثل هذا التوافق ليس بالأمر الهين، لذلك فإن الدور علينا كبير في التواصل مع الأوروبيين وضروري وحتمي، لإقناعهم بالتوافق معنا ومع الأمريكان لاتخاذ خطوات عملية لوقف الإرهاب الإيراني بتقديم ساسة العصا والجزرة.

فالجزرة عندنا هي إقناع الدول الأوروبية بخطوة التمدد الإيراني على الأمن و السلام الدولي وتهريبهم للسلاح لكل من الحوثيين وحزب الله والمليشيات الشيعية المرتزقة في كل من سوريا والعراق يشكل تهديداً كبيراً حيث السلاح في يد مليشيات لا في يد دولة تحترم المواثيق والمعاهدات وتلتزم بالقوانين الدولية.

وكما رأينا كيف هددت المليشيات الحوثية المياه الإقليمية في البحر الأحمر وكذلك فعل حزب الله والمليشيات الإيرانية في سوريا، هذه الأخطاء الإيرانية يجب أن تستثمر وتوظف لصالحنا فلا تهمل وتترك لمدة طويلة تستعيد فيها إيران وعيها وتدرك مدى خطورة ما فعلته بسبب نزق المرشد الأعلى وحرسه الثوري.

إذ أن إيران ستتحرك الآن بجناحها (المعتدل) لطمأنة الأوروبيين والإسرائيليين بأن ما حدث في إسرائيل كان خطأ وسيصحح، فإيران تجيد اللعب على عدة أوراق وهي تعرف مدى تعطش الأوروبيين للصفقات التجارية معها.

وهنا يأتي دور العصا بسياستنا، فأما العصا فهي ربط المصالح الأوروبية التجارية والآمنية بتلك القناعة والتي تسعى هذه الدول لتعزيزها فتحاً لأسواق جديدة وزيادة في الميزان التجاري لصادراتها.

دورنا الآن هو مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في سعيها لإقناع أوروبا بأن التصدي لإيران ليس مصلحة أمريكية فحسب ولا مصلحة خليجية عربية فقط، بل هو مصلحة أوروبية أيضاً.