سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه له بصمات واضحة في تأسيس الدولة الحديثة ووضع الدعائم الأساسية في بناء الوطن. لم يكن سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة فرداً عادياً بل كان رحمه الله مواطناً بحرينياً عبر عن وطنيته بواقع عملي صحيح، عمل بصمت ولكن وضع جل خبرته الطويلة وعلمه الواسع في تأسيس القواعد الهامة في كل محطة من محطات عمارة الوطن.

كان دور سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الثقافي دوراً جليا ما يجعلنا نذكره دائماً ونشاهد بصمته في كل ركن من أركان الوطن فهو المؤرخ والموثق والمؤسس الذي أسس أول مكتبة عامة، وهي المكتبة الخليفية لحرصه على القراءة والاطلاع وتصدير الثقافة لعامة الناس والاستفادة من الكنوز العلمية لدى الشباب آنذاك لخدمة وبناء الوطن. أسس أيضاً مركز الوثائق التاريخية، وأشرف على تأسيس مركز عيسى الثقافي، كما تسلم رحمه الله رئاسة إعداد وصياغة ميثاق العمل الوطني وإعداد وصياغة دستور البحرين لعام 2002، والكثير من الإنجازات والبصمات الخالدة التي عبرت عن حبه ووطنيته وانتمائه لمملكة البحرين، وبالتأكيد من يعمل من أجل البحرين تبقى بصماته واضحة وناصعة لا يمكن أن تبهت أو أن تدفن مع مر السنين.

لم يحالفني الحظ أن ألتقي مع سموه ولكني التقيته في كل ركن وضع بصمته الوطنية، هو الغائب الحاضر في نفوس الكثيرين الذين يرون أنه قدم الكثير بحب وإخلاص وبصمت، فقد كنت منذ أيام في زيارة لمركز عيسى الثقافي واستشعرت بوجود سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله في ذلك الصرح الثقافي العظيم الذي نفخر ببنائه وما يحوي من وثائق تاريخية وكتب وإصدارات ومجلدات متنوعة تعكس ثقافة الوطن في العلم والتعلم ونشر العلوم والمعارف المتعددة، وهذا ما دفعني إلى أن أكتب عن سموه وأفرح رغم الفقد بأن مازالت روحه موجودة في صروح البحرين، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

* كلمة من القلب:

كل فرد يحمل في نفسه صورة لشخص أو أشخاص يمثلون له الشيء الكثير وهم في أنفسهم الكيان الغائب الحاضر يعيش معه في كل لحظة من لحظات عمره، لا يخلو الإنسان من ذكريات تلاحقه لأشخاص يتمنى أن يعيدهم الزمن إليهم بعد الفقد الكبير، أشخاص ربما كانوا سبباً لسعادتهم السابقة أو سبباً لما وصلوا إليه، خصوصاً فقد الأبناء لآبائهم، ربما يكون هذا الشخص أيضاً ابناً أو زوجاً أو صديقاً أو شخصية عامة كان لها أثر كبير في نفوس وحياة الآخرين، ويبقى قضاء الله سبحانه وتعالى أمراً نخضع ونسلم له، ولكن لا يمنعنا من أن يستذكر محاسنهم ولحظاتهم الجميلة التي تجمعنا معهم.