بداية وبعيداً عن المناورات والشعارات الرنانة، ليعلم الجميع أن مملكة البحرين كانت ومازالت منبراً للسلام ومبعثاً للطمأنينة وقبول الآخر، وإنها تقدم إسهامات جليلة في حقول التسامح والتعايش السلمي والحريات الدينية، تفوق بكثير حجمها الجغرافي، وهو أمر استثنائي تشكر عليه.

نحن البحرينيون غير المتحزبين نقدر عالياً دعم البحرين المتواصل لنشر السلام والتوصل إلى حل سلمي للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

تعد اتفاقية السلام بين البحرين وإسرائيل إنجازاً تاريخياً يعزز السلام في الشرق الأوسط من شأنه أن يزيد الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة. لقد حان الوقت للنظر إلى القضايا الإقليمية بمنظور مختلف، يؤمن استقرار المنطقة ويحافظ على المكتسبات ويسهم في التنمية، وفي الوقت نفسة يقطع الطريق على المتاجرين باسم القضايا الإقليمية الذين استنزفوا دول الإقليم اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.

حقيقة وجب إدراكها

إن التحديات التي تواجه دول المنطقة اليوم ليس عمل اتفاق السلام مع إسرائيل، بل انحراف فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني خاصة بعد انحراف عملها واستثمار دماء شعبها من أجل مكاسب حزبية أو ميليشياوية، وخير دليل على ذلك هو الواقع السياسي والأمني الذي تعيشه تلك الفصائل. «فتح وحماس»، ليس ذلك فحسب بل عملت تلك الأحزاب الخربة والميليشيات الإرهابية على تحقيق أهداف سياسية لدول تضمر الشر والعداء لدول الخليج العربي مثل دولة الشر إيران والنظام الحاكم بمنطقة الزبارة «قطر»، وتركيا التي وظفت جميع إمكاناتها لنشر الفوضى بالدول العربية وها نحن نشاهد نتائج تدخلاتها في ليبيا وسوريا والسودان هذا بجانب إدارتها لحزب «الإخوان» الدولي.

تتطلب المرحلة اليوم العمل على استقرار المنطقة بمنظور مختلف يحقق الأمن والاستقرار ويؤسس لسلام بين شعوب المنطقة ويؤسس لترسيخ التعايش والتسامح وقبول الآخر. وتحديد الفرص السياسية والتهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة، التي أصبحت واضحة وضوح الشمس ولا يغفل عنها إلا متآمر.

نعم البحرين أخذت قرارها السيادي في إبرام اتفاقية سلام التي تمثل جهودها الدولية لنشر ثقافة السلام والتعايش السلمي في العالم كحل استراتيجي، مع دعم جهود جميع الشركاء العرب في السعي لتوصل إلى حل سلمي يحمي مصالح الفلسطينيين.

نعم اتخذت البحرين قرارها السيادي الذي سيسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والصناعية والتجارية، ليس من منطلقاته الضيقة الآنية بل الذي يعود على المنطقة بشكل عام لموقعها الجغرافي والدبلوماسي.

وأثبتت البحرين للعالم أنها أبرز مثال وأرقى نموذج للتسامح والتعايش السلمي، وما تم اتخاذه من قرار دبلوماسي استثنائي لهو دليل على جوهرية الخطوة التي أقدمت عليها المملكة الصغيرة، في حجمها الكبير، وفي عطائها الدبلوماسي والإنساني.

* إلى من يهمه الأمر:

نقول نحن البحرينيون الساعين للسلام ممتنون للغاية لقيادة وحنكة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في الدفع قدماً تجاه السلام، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي تمر على المنطقة والعالم.