مخطئ من يعتقد بوجود الحدود والفواصل بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية، ومخطئ أيضاً من يعتقد أن هناك دولتين تربطهما حدود بحرية وبرية ولهما مصالح مشتركة فقط، فالحقيقة بعيدة كل البعد عن هذه وتلك، فالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية هي الجسد والبحرين هي الروح، وإن كانت البحرين هي الجسد فالسعودية هي الروح، ذلك ملخص لوصف العلاقة بين بلد واحد وقيادة تجمعها أواصر وروابط منذ مئات السنين، روابط تفوق المصطلحات السياسية الحديثة، وأواصر جعلت من شعبي البلدين شعباً واحداً.

أوجه التكامل بين الدولتين الشقيقتين قائم ومستمر منذ قديم الأزل وعلى جميع الجوانب والأصعدة، فمن الجانب السياسي إلى الجانب الاقتصادي ومنه إلى الثقافي والعسكري، ليأتي الجانب الاجتماعي ويتوج تلك العلاقة واضعاً إياها في الإطار الفعلي والملموس والمؤثر إقليمياً ودولياً.

لذلك فعندما تحتفل الشقيقة السعودية بيومها الوطني فترى الاحتفال ذاته إن لم يكن بصورة أكبر هنا في مملكة البحرين، ومن خلاله سترى انعكاس الحب والمودة والمشاعر القلبية الصادقة من أهل البحرين تجاه نصفهم الثاني أهالي المملكة العربية السعودية.

وكما هو الحال في البحرين تجده في الدول العربية والإسلامية، فمكانة المملكة العربية السعودية أكبر من أن تصفها الكلمات والجمل وحتى المقالات الصحفية، فبدءاً من حرصها على الأمن والاستقرار الدوليين فهي دولة سباقة في الدعم والمساندة للبعيد قبل القريب، وتجدها في جوانب العمل الخيري والإنساني في مقدمة الركب، وعندما تتعلق الأمور بجوانب الاستقرار فإنها أول من يتصدى لذلك، ومواقفها الرسمية شاهدة على سياستها الحكيمة التي انتهجها المؤسس، وواصل على نهجه القادة إلى يومنا المعاصر بقيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، والذي يشار له بالبنان في الحكمة والرجاحة والإخلاص والعدل.

واليوم وبرؤية شابة وطموحة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يتجه هذا الوطن نحو المستقبل بخطوات واثقة وبثوابت راسخة، وبعلاقات وطيدة مع العالم أجمع نحو عز ورخاء شعبها واستقراره وأمنه.

البحرين اليوم تتوشح بالرداء الأخضر تعبيراً عن فرحتها واحتفالها باليوم الوطني السعودي، ومن منا لا يحمل في قلبه الفرحة بهذه المناسبة العزيزة التي تجدها بداخل كل بيت، وفي الأحياء السكنية، والطرق الرئيسة، والمجمعات التجارية، وفي كل مرفق من مرافقنا الرسمية والأهلية، فمن قال إن اليوم الوطني السعودي خاص بالسعوديين؟ بل هو يوم وطني للبحرين وأهلها.