على غرار خراب مالطا يأتي خراب لبنان جورج قرداحي يريد إنقاذ لبنان لكي تعود العلاقات مع دول الخليج ظناً منه -وأعني بذلك قرداحي- أن استقالته هي المنقذ للبنان وللشعب اللبناني.

وقد أشار عدد من المحللين السياسيين من عدة دول عربية في الندوة التي عقدتها صحيفة «الوطن» البحرينية إلى أن لا عوده للعلاقات الدبلوماسية مع لبنان مادام حزب الله هو المهيمن على شؤون لبنان. وأشار المحللون السياسيون في هذه الندوة إلى أن عودة العلاقات مع لبنان مرهونة برحيل حزب الله عن المشهد العسكري وأن ترفع إيران يدها نهائياً عن التدخل في شؤون لبنان وأن يكون «حزب الله» حزباً سياسياً فقط، وليس له علاقة بالسلاح أو الهيمنة على لبنان ومؤسساته كما لن تقدم الدول الخليجية أي مساعدات مالية للبنان مادام «حزب الله» وأمينه عميل قم حسن نصر الله على رأس الحزب. وإذا كان السيد عون أو ميقاتي معتقدين أن استقالة قرداحي ستحل الأزمه فهما مخطئان أو أن السيد عون وميقاتي يتحليان بنوع من الذكاء ويقدمان قرداحي كبش فداء فها يتوهمان والجواب إذا كنتما أيها السيدان قد قدمتما قرداحي كبش فداء فقرداحي ما هو إلا عميل لن يغير من الوضع شيئاً.

وأما الخروج من المأزق فهو خروج حزب الشيطان من كل ما يتعلق بلبنان وأن تكون هناك حكومة قوية خالية من أي نفوذ من «حزب الله» وأن يتولى الجيش والأمن مسؤوليه الحفاظ على أمن لبنان وسلامته.

وهنا تجدر الإشارة إلى ان عون وميقاتي قد وضعا لبنان على حافة الفقر بعدما عجزت إيران عن توفير حتى رغيف الخبز للشعب اللبناني؛ فبيروت الآن بلا ماء أو غذاء أو كهرباء أو بنزين كما أن البطالة أصبحت 100%، ولا توجد فرص عمل، ما اضطر اللبنانيين إلى الهجرة إلى دول العالم للبحث عن الرزق تاركين لبنان لمصير سيئ وظلام دامس تحت وطأة إيران وحزب الله كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن. فهل سيدرك الشعب اللبناني أن لا خلاص لهم إلا بزوال حزب الله ونصر الله.

الأمر متروك إلى الشعب اللبناني وعلى السيد عون ورئيس حكومته أن يدركا أنهما أيضا ممن تسبب في خراب لبنان وليس خراب مالطا.

* كاتب ومحلل سياسي