المسكن هو التعبير عن الطبقة والمنزل هو المنزلة والمكان هو المكانة، وأن تكون من سكان حي هارليم الأمريكي في نيويورك، ليس مثل السكن في حي بيفرلي هيلز في لوس أنجلوس. وعلى نفس النسق تكون الدول وجيرانها فالناس هم الناس. ومما يحزن أننا في بيئة إقليمية سيئة الطباع جراء سوء بعض الجيرة، حيث تشير بعض الدراسات إلى أننا سنبقى في حي هارليم طوال العام 2022، فكيف سنبقى سالمين رغم سوء الجيرة؟

يتوقع أن ترتفع أصوات سيارات الإسعاف والنجدة لفك الاشتباك المتوقع بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، فاحتمال نجاح المفاوضات في فيينا الذي ظهر هذا الأسبوع حول الاتفاق النووي قد ينتكس لعودة الإيرانيين لطهران لمشاورة حكومتهم المتشددة مما ينذر بتصعيدٍ آخر في الأفق. ويمتد شر الجيرة الشمالية للخليج إلى الجيرة الجنوبية، وفي عام 2022 ورغم انكسار الحوثة في مأرب وشبوة إلا أن شر الحرب ضد الحوثة لا يزال مدمراً وينذر بأن تزداد تبعاته سوءاً، فالحرب في اليمن متعددة الأطراف ويحتاج الأمر إلى أكثر من رادع.

وفي العراق شهد العام الماضي بذوراً للصراع من نتائج الانتخابات النيابية التي حيدت القوى الولائية، تبعها محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالإضافة إلى تبعات الفراغ الذي سيتشكل جراء الانسحاب الأمريكي التام من العراق، فالقانون في العراق ما زال أضعف من أن يحيد انقسامات العراقيين.

ولازالت سوريا خزان البؤس البشري بين العرب، وقد تتحول في 2022 من أزمة هياكل عسكرية متقاتلة إلى أزمة لاجئين جياع يموت أطفالهم من البرد، ويخاف جيرانهم من تسونامي ديمغرافي يخل بالتوازنات في الدول المجاورة.

كما لازال لبنان خزان عدم الكفاءة السياسية، والفساد، والطائفية، والكبتاجون والمحاصصة وضيق الأفق السياسي الذي حول لبنان في مطلع 2022 من سويسرا الشرق إلى جهنم كما قال الرئيس ميشال عون. ويمتد قوس الأزمات إلى السودان وأزمة الحكم فيها والصومال والمجاعة والاقتتال الداخلي بين مكونات ذلك البلد.

بالعجمي الفصيح

لم يضبط هارليم إلا القانون ولو بالعنف المطلق، ودعم الشرعية الدولية هي المخرج الوحيد الذي علينا في الخليج دعمه وتفعيله للبقاء سالمين في هذا الحي.