إن من أهم مقومات الاستثمار في المناطق المختلفة والمهمة من البحرين، هو وجود بيئة مناسبة للنهوض به، ووجود أرضية خصبة للجذب الاستثماري فيه، إضافة لتحقق البنية التحتية والحقيقية لها، خاصة المناطق البِكر والجديدة.

إن من أبرز المناطق السكنية والاستثمارية المطلة على أهم الشوارع الحيوية في البحرين، هي منطقة "أبو قوة" الجديدة، والمعروفة اليوم بــ "سرايا 2". هذه المنطقة التي تمددت وتوسعت في الأعوام الأخيرة بشكل كبير جداً، بدأت تظهر عيوبها اليوم بشكل واضح مع الأسف الشديد. فلا توجد بها بنية تحتية، ولا أيّ خدمات تذكر، ولا شبكة للصرف الصحي. الأهم من كل ذلك، أن هذه المنطقة الكبيرة والعريضة، والتي تحتوي على مئات المنازل، ليس بها سوى مدخل واحد هو المخرج نفسه، وهو اليوم يعتبر من أسوء وأخطر المخارج والمداخل لمناطق البحرين.

وأنت قادم من شارع البديع لدخول منطقة "السرايا"، ستضطر مجبراً للوصول إلى جسر مدينة عيسى، وبعدها تلتف على ذلك الجسر للوصول لهذه المنطقة المعزولة عن بقية مناطق البحرين. وحين تريد الخروج من "السريا" قاصداً مدينة عيسى أو سلماباد التي تبعد عن السرايا نحو 10 أمتار "بالكثير"، فإنك ستكون ملزماً أن تصل لجسر الملف فهد غرباً، أو الوصول إلى مدينة حمد جنوباً، أو إلى العاصمة المنامة شمالاً، لتأخذ دوراناً عكسياً، فقط لتصل لمنطقة سلماباد التي تبعد عن السرايا بضعة أمتار!!

اليوم، غادَرَتْ كل المتاجر منطقة السرايا بسبب الكساد الذي سببه الأول والأخير عدم وجدود ما يكفي من المداخل والمخارج لهذه المنطقة الحيوية، كما يخاف أصحاب المكاتب العقارية اليوم، من ضياع فرص الإستثمار في منطقة من أهم مناطق البحرين، والسبب عدم وجود ما يكفي من المداخل والمخارج لها.

منذ نحو أكثر من سبعة أعوام وأهالي السرايا يسمعون عن خطط لفتح منافذ للخروج من منطقتهم والدخول إليها، ولكنها مجرد وعود غير نافذة، كما أن بعضها يحتاج لرصد ميزانية جديدة، "الله تعالى" وحده العالم متى ستتوفر هذه الميزانية لأجل تطوير السريا المُهمَلة أصلاً.

إن أهالي منطقة السرايا يناشدون الجهات العليا ووزارة الأشغال تحديداً بالإلتفات لمشاكلهم لأجل معالجتها بشكل عاجل، فما عادت هذه المنطقة الجميلة جداً تحتمل المزيد من الإهمال الرسمي، ولا المزيد من الوعود غير الجادة. فأي تأخير آخر يضاف من أجل تطويرها ليمتد لسنوات قادمة، فاعلموا أن هذه المنطقة الحساسة سوف تنتهي وتموت.