بين 21 يناير - 25 فبراير 1991 أطلق الطاغية صدام أكثر من 40 صاروخ سكود باتجاه السعودية، وكانت النتيجة 28 قتيلاً و139 جريحاً، ولم يكن الاعتياد عليها خياراً من ضمن خيارات، لذا جرى التحرك سريعاً بنظام اصطياد سكود ScudBuster وهي عدة طرق، ففي الأولى اعترضتها صواريخ باتريوت، حيث يسقط الصاروخ الغادر كحطام فوق الصحراء قبل أن يصل إلى التجمعات السكانية، أما الطريقة الثانية فهي إنزال قوات خاصة لمهاجمة منصات الصواريخ التي كانت عبارة عن عربات نقل ثقيلة الحركة ولعل أشهر عمليات القنص هي المسماة Bravo Two Zero ووثقها أحد ضباط العملية الثلاثة كريس رايان Chris Ryan في كتابه الوحيد الذي نجا The One That Got وصدر عام 1995م حيث ألقي القبض على رفاقه وفر هو ماشياً إلى سوريا. أما الطريقة الثالثة فهي بالتحليق المستمر فوق مسرح العمليات وقصف منصة الإطلاق حال انطلاق الصاروخ الغادر أو تتبعه من الرادارات الخليجية في ماعرف بمهمات القناص القاتل Killer Scout mission وهو ما تبناه التحالف حالياً بعد قصف أبوظبي حيث هوجمت ودمرت المنصات فوراً.

لقد استشهد أكثر من 60 مدنياً من هجمات الحوثة الصاروخية الغادرة عبر 430 صاروخاً باليستياً و851 طائرة مسيرة مسلحة منذ بدء الحرب، لذا يجب ملاحظة أن أمريكا التي كانت العمود الفقري في الحرب ضد الصواريخ 1991 قد غيرت معسكرها فأول ما قامت به إدارة بايدن الديمقراطية هو رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب ووضعهم في قائمة الملائكة حين أعلنت الإدارة نفسها، إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن وتجميد مبيعات الأسلحة لها وتعليق بيع F-35 للإمارات التي وافقت عليها من قبل. ولم يكفها هذا بل سارت للتودد لطهران ولي أمر المليشيات الحوثية فقامت بالهرولة السريعة لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي. وما إدانات الخارجية الأمريكية، للهجمات الحوثية على المدنيين إلا أضعف الإيمان.

بالعجمي الفصيح

السيناريو المخيف هو أن اعتيادنا على صواريخ إيران الحوثية يعني قلق المليشيات الحوثية نفسها من صبرنا، وترقية الهجمات إلى مستويات جرائم الحرب بتزويد رؤوس صواريخهم بما في يدهم من أسلحة الدمار الشامل والتملص من الجريمة.