قمت مؤخراً بزيارةٍ لمعرض «إكسبو 2020» بدبي، وكنت حريصاً على أن أستهل جولتي في المعرض بزيارة جناح مملكة البحرين؛ فمن الأمور التي لفتت انتباهي خلال زيارتي للجناح: جمال التصميم الخارجي للجناح، والتواجد الملحوظ لفريق المتطوعين البحرينيين، وإمكانية دخول الزوار الذين يستخدمون الكراسي المتحركة إلى الجناح. إلا أنني لاحظت أن هناك عناصر مفقودة في هذا الجناح. فعلى الرغم من أن مساحة الجناح كبيرة، فإنه لم يتم استغلال تلك المساحة بشكلٍ جيد وخاصةً أن هناك مساحات داخل الجناح فارغة وأن المعروضات كانت قليلة ومتباعدة.

وكان من المفترض أن يضم الجناح تقنيات متطورة تحاكي تاريخ البحرين وتتعرض لأبرز قصص النجاح -كاستضافة المملكة لسباقات الفورمولا واحد- وللمبادرات والسياسات التي نُفذت بالفعل وحققت نجاحات جديرة بالتباهي بها أمام العالم. كما كان من الممكن أن يتم استغلال جزء من مساحة الجناح كمركز لاستقبال رجال الأعمال وممثلي الشركات بهدف الترويج التجاري والاستثماري؛ فزوار معارض الإكسبو يختلفون من حيث الاهتمامات والأذواق. فمنهم من يهتم بالجوانب الهندسية، ومنهم من يهتم بالجوانب التقنية، وآخرون يهتمون بالجوانب الثقافية والتاريخية، وهناك العديد من الزوار يرغبون في التقاط الصور مع أولئك الذين يرتدون الأزياء التقليدية وكذلك شراء الهدايا التذكارية المتعلقة بالدول.

وبما أن معرض إكسبو الحالي سينتهي بعد أقل من شهرين، فإنه لا بد من الاستعداد المبكر لمعرض إكسبو 2025 الذي سيقام في مدينة أوساكا اليابانية. وبناءً على ذلك أتمنى أن تتولى رئاسة مجلس الوزراء الإشراف على تلك الاستعدادات، وأن يتم تشكيل فريق عمل يضم كلاً من: وزارة الخارجية، ووزارة شؤون الإعلام، ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، ومجلس التنمية الاقتصادية، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، ولا أرى ضيراً في قيام الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بتقديم الدعم المادي لمشروع الجناح البحريني بأوساكا، وذلك ضمن شروط وضوابط يحددها مجلس الوزراء الموقر. وأرى أيضاً ضرورة الاستعانة بمتطوعين بحرينيين يتحدثون اللغات اليابانية والصينية والروسية والكورية، حيث إنه من المتوقع أن تكون غالبية الزوار من الدول الناطقة لتلك اللغات.

أتمنى أن تكون تلك الملاحظات محل اعتبارٍ لدى المسؤولين المعنيين في المملكة، حيث إن الاستعدادات الجيدة التي تجريها أي دولة للمشاركة في مثل تلك المعارض تعكس جديتها في إبراز طابعها الثقافي والاقتصادي والانفتاح على العالم.