لاشك أن الفور بكأس جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه شرف وحلم كل نادٍ لما يحمله الكأس من اسم عزيز وغالٍ على قلوبنا جميعاً، ففي هذا الموسم وقبل أيام قليلة خطف نادي الرفاع الشرقي العنيد والمتطور كثيراً في السنوات الثلاث الماضية بطاقة العبور لنهائي أغلى الكؤوس، ليلاقي الخالدية الضيف الجديد والثقيل في النهائي المنتظر.

الليوث تأهلوا للنهائي بعد مشوار صعب وشاق، حيث تخطى البحرين متصدر دوري المظاليم في دور ثمن النهائي، وفي دور الثمانية تفوق على المنامة القوي والذي يقدم مستويات كبيرة هذا الموسم والذي يحتل وصافة ترتيب دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم، وأخيراً ثأر لنفسه بنفسه وانتصر على جاره اللدود والأزلي الرفاع بطل الثنائية المحلية (الدوري والكأس) ومتصدر الدوري في نصف النهائي بهدفين نظيفين، وأصبح الليث على بُعد خطوة من استعادة أمجاده وتحقيق اللقب الرابع في تاريخه.

وبكل تأكيد فإن هذا التأهل المستحق لن يأتي وليد الصدفة إطلاقاً، بل هناك أسباب كثيرة وراء ذلك، أهمها وجود مجلس إدارة يملك استراتيجية واضحة وفكراً رياضياً احترافياً مواكباً للتطوّرات الرياضية التي تشهدها المملكة بقيادة الرئيس الذهبي وربان السفينة الشيخ عبدالله بن خليفة آل خليفة ونائبه الشيخ عبدالله بن محمد آل خليفة اللذين يقومان بعمل جبّار من أجل رفعة النادي، كما يملك الليث الشرقاوي طاقماً إدارياً على مستوى عالٍ، والذين ساهموا دون شك في تطوّر الفريق، بالإضافة إلى الاستقرار الفني بقيادة الروماني فلورين موتروك، ناهيك عن الروح القتالية والعطاء الكبير من اللاعبين، وأخيراً العمل كعائلة واحدة داخل الفريق الشرقاوي، وهذه ميّزة إيجابية تُعطي دافعاً للفريق لتقديم الأفضل، فكل هذه العوامل أدّت لتأهّل الفريق الجدير لنهائي أغلى الكؤوس.

تحدثت في أكثر من مقال سابق وبعناوين مختلفة بأن نادي الرفاع الشرقي، وفي وجهة نظري المتواضعة، يسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافه، وسيقف عاجلاً أم آجلاً على منصات التتويج، لأنني على يقين تام بالعمل الكبير داخل البيت الشرقاوي.

مسج إعلامي

أعجبني جداً التصريح الذي أدلى به علي عاشور مدرب فريق الرفاع بعد خسارة نصف نهائي كأس جلالة الملك أمام الرفاع الشرقي، حيث قال بأنه يتحمّل كامل المسؤولية من الهزيمة وفقدان اللقب الغالي، وهذا دليل على عقليته الاحترافية وشجاعته، وهذه ميزه لا يملكها الكثيرون في عالم المستديرة.