بدأ لي مغرياً أن أقارن بين إعلان بايدن 12 فبراير 2022 إن بوتين سيغزو أوكرانيا في 16 فبراير 2022 وبين رواية الكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز 1981 المسماة وقائع موت معلن «Chronicle of a Death Foretold» والتي فاز بعدها بنوبل للآداب 1982 عن مجمل أعماله. في الرواية جريمة قتل قام بها توأمان دفاعاً عن شرف أختهما، والمثير أنه لم يتحرّك أحد لمنع الجريمة مع أن الأدلة لم تكن ثابتة على الضحية، لأن المدينة بأجمعها برجالها ونسائها وسلطات الدولة فيها، بل وأصدقاء القتيل أيضاً، كانوا يعلمون بتحركات الأخوين فهل كانوا يريدون الخلاص من الضحية، لقد ضرب بايدن موعداً لحرب أوكرانيا يوم 16 فبراير فهل سيقتل بوتين أوكرانيا في الموعد رغم علم الناتو. المقارنة الأقرب لما يحدث ومضامين رواية ماركيز تضلل الأحداث الحالية هو أن بوتين من موقع قوة انتقاماً لشرف إهدار الناتو لسترة ومجاله الحيوي عندما ضم الجمهوريات السوفيتية السابقة ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا إلى الحلف إضافة إلى سلوفينيا وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا للناتو، من موقع قوة قام بوتين بضم القرم واحتلال أجزاء من جورجيا والآن دنباس لتتسع الباقة وتضم استرداد ما أخذه الناتو من جمهوريات سوفيتية سابقة، في وقائع غزو معلن. المشكلة أن مبادئ الحرب السبعة تتضمن المفاجأة والسريّة، فهل سيضحّي بوتين بالفقه العسكري ويغزو أوكرانيا في يوم 16 فبراير 2022 قبل نشر هذا المقال! وفي تقديري، لن تجتاح الدببة الروسية حدود أوكرانيا، وهناك بدائل وضعها صانع القرار السياسي والعسكري الروسي، ومن تلك البدائل، أن يحقق الحشد المرعب للقوة العسكرية الروسية أهدافه، ويقود نشر القوات لإقناع واشنطن بجدية موسكو فتتم الاستجابة لمطالب بوتين التي على طاولة الغرب منذ شهر، وستكون الاستجابة في حدها الأدنى بحياد أوكرانيا. أما البديل الثاني القيام بضربة روسية للمقدرات العسكرية الأوكرانية، بدون أن تقدم على غزو فعلي. والثالث أن تُفضي الضغوط على أوكرانيا لتغيير الحكم في كييف لصالح روسيا.

بالعجمي الفصيح

الكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز معروف تعاطفه مع القضايا العربية وهو ممنوع من دخول أمريكا والضحية في رواية «قصة موت معلن» كان ابن مهاجر عربي ميسور الحال، اسمه سانتياجو إبراهيم نصار!!