ولكم انتقدنا أنفسنا لأننا ننفق البليارات على السياحة خارج أوطاننا سواء في الدول العربية أو الأجنبية، وتثبت الدراسات أن الشعب السعودي من أكثر الشعوب إنفاقاً على السياحة خارج المملكة العربية السعودية، فقد أنفق السعوديون  68.08 مليار ريال «18.15 مليار دولار» في العام 2019، وفقاً لإحصائية لـ«مباشر» التي تستند للتقرير السنوي للبنك المركزي السعودي وبيانات وزارة السياحة. وكم كانت أصوات الاقتصاديين تتعالى لتنصح المواطنين السعوديين بالسياحة الداخلية، خاصة وأن المملكة العربية السعودية تتمتع بأهم مقومات السياحة، وكم كان يروج للسياحة في أبها والطائف في التسعينات من هذا القرن، حيث الجو البارد والمناظر الطبيعية الخلابة ـ إلا أن السعوديين ظلت وجهتهم الرئيسة للسياحة الخارجية، ذلك لأن البرامج السياحية لم تكن ترضي الأسرة السعودية، فالأطفال والشباب يفضلون برامج الألعاب والمغامرات والمطاعم والمقاهي ولا تستهويهم البرامج التي تعتمد على الاسترخاء والتأمل في المناظر الطبيعية.

وفي الآونة الأخيرة شهدنا جهوداً لطرح برامج سياحية بالرياض تناسب جميع أفراد الأسرة وأخص بالذكر هنا حدائق وقرى الألعاب الترفيهية التي تستهوي الأطفال والشباب، فمن يزور الرياض يجد قائمة طويلة من قرى الألعاب الترفيهية المتنوعة والفخمة والتي تنافس قرى الترفيه العالمية والتي تقصدها الأسر السعودية سنوياً، فهناك أكثر من عشرين حديقة وقرية ألعاب ترفيهية فمنها حدائق التزحلق ومنها للطيران الهوائي، ومنها ما يوفر ملاعب للرياضات المتنوعة كالغولف والبولينغ وغيرها، وما يلفت النظر في تجربة الرياض في إقامة قرى الألعاب الترفيهية بأنها تتسم بكبر مساحتها وتنوع الخدمات والبرامج بها، وهي مصمّمة وفق أفضل المعايير العالمية في هذا المجال، حيث البحيرات، والنافورات، والمطاعم والمقاهي الفاخرة، وتنوّع برامج الألعاب كالألعاب المائية، وبرامج التزحلق، ناهيك عن العروض الجميلة مثل عروض الألعاب النارية، وعروض الليزر، وعروض الروبوتات وغيرها، والجميل في هذه التجربة أن بعض من هذه القرى مخصص للنساء، وبعض منها مخصص لجميع أفراد الأسرة. إن تجربة إنشاء هذه القرى الترفيهية في الرياض لاستقطاب السياح السعوديين والخليجيين على حد سواء، تجربة لها أهميّتها للحد من إنفاق الأموال الطائلة على السياحة في الخارج. وهنا نتمنى زيادة الحملات الترويجية لهذه القرى الترفيهية لتشجيع الأسر السعودية والخليجية على ارتيادها، وقد لاحظنا جميعاً أن الأسر الخليجية بدأت تتجه للسياحة في الرياض وفي ذلك قصة نجاح تستحق الإشادة.