كم نفخر بشباب البحرين المبدعين، وكم نفخر بابتكاراتهم واختراعاتهم، فبين الحين والآخر تصدح وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام بخبر حول قيام أحد الشباب البحرينيين الذي نجح في ابتكار واختراع آلة معينة أو جهاز ما أو تطبيق إلكتروني معين، وبأنه حصل على براءة الاختراع، وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بصور التكريم لفوز هذا الشاب في مسابقة من مسابقات الابتكار العالمية، وتخفق قلوبنا وتدمع أعيننا تأثراً عندما نرى علم البحرين يرتفع في العديد من المحافل العلمية، ومعارض الابتكار والاختراعات، ولكن للأسف فإن القصة تنتهي عند هذا الحدث ليتحول هذا الإنجاز والاختراع إلى مكنونات الأدراج ويغيب في عالم النسيان.

في حين أن الاختراعات والابتكارات هي أحد مصادر تنمية الاقتصاد، وتعزيز الصناعات، فتلك الابتكارات والاختراعات كان من المفروض تتحول إلى منتج قابل للبيع في الأسواق، فيتبنى صناعتها وإنتاجها مصنع مختص، وبدوره يتولى تسويقها وبيعها في الأسواق، فيحقق أرباحاً للشباب المبتكر صاحب الفكرة، كما يحقق أرباحاً للمصنع على حد سواء، الأمر الذي يعود على الاقتصاد بالنفع. فمثل هذه الصناعات تسهم في تنمية الاقتصاد. وقد اهتمت الدول الصناعية بالابتكارات والاختراعات كونها المصدر الرئيسي لتنشيط الصناعات وتنوع المنتجات حتى باتت تلك الابتكارات مقوماً من مقومات الاقتصاد.

فكم نتمنى أن تتولى المؤسسات المعنية دراسة تقييمية لمجال الاختراعات، فتقوم بحصر اختراعات الشباب البحرينيين التي تم الاعتراف بها، ومتابعتها، ودعمها لتتحول إلى منتج يصنع ويباع في الأسواق، وتتولى دراسة نسبة الاختراعات التي أودعت في الأدراج وتحولت إلى مجرد أخبار وصفقات إعلامية، وأسباب تعثرها، وكم نسبة الاختراعات التي تحولت إلى منتج بحريني يباع في الأسواق ويسهم في الاقتصاد. وما هي العقبات والتحديات التي تحول دون استثمار هذه الاختراعات. وكم نتمنى أن تكون هناك خطة واضحة وطموحة للاستفادة من عقول الشباب فالموارد البشرية هي الثروة الاقتصادية الحقيقية، وختاماً تحية للشباب البحريني المبدعين الذين يرفعون علم البحرين في شتى المجالات وتحية للمؤسسات الشبابية التي هيأت المناخ الملائم والبيئة الصحية التي تساعد الشباب على الإبداع فتلك قصة نجاح نعتز بها، ولكن يجب ألا تقف عند هذا الحد بل تكمل المسيرة نحو المزيد من الإنجازات في استثمار الطاقات الشبابية.. ودمتم يا شباب سالمين.