في الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجمعية العامه للأمم المتحدة لمناقشة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، صوتت أكثر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضد روسيا وضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ولم يصوت مع روسيا إلا 4 دول من ضمنها النظام السوري. ومع هذا التصويت وحده، فإن التهديد الدولي لروسيا يزداد، والموقف الروسي يزداد صلابة وقوة متحدياً الأمم المتحدة وقراراتها الصورية. ومع هذا التحدي تشتد ضراوة الحرب والعمليات العسكرية، وتدمير البنية التحتية الأوكرانية، وتدمير المدن الأوكرانية وتهجير السكان إلى دول مجاورة تاركين منازلهم التي أصبحت كومات من الحصى والتراب، بينما تقترب القوات الروسية من العاصمة كييف بعد السيطرة على الضواحي القريبة من العاصمة، في حين تقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية عاجزة عن فرض قوتها وإرادتها للوقوف للحيلولة دون استمرار هذه الحرب وتكتفي بالتهديدات والعقوبات الاقتصادية. والمتلقي للمشهد يرى أن روسيا أصبحت بمعزل عن كل دول العالم خصوصاً تلك الدول الخائفة من استمرار تلك الحرب وتقوم بتهديد روسيا وبوتين بالتحديد. في الوقت نفسه نشاهد السفارات الروسية في أمريكا والدول الأوروبية تعمل بشكل طبيعي وكأن الأمر مجرد حدث عابر سينتهي بكلمة نعتذر وانتهى الأمر.

السؤال الذي يفرض نفسه وهو موجه إلى الدول الأوروبية، إذا كنتم مستائين من الموقف الروسي المتصلب وخوفاً على امتداد هذه الحرب مما يجعلكم تخافون على مستقبل أوطانكم من الغزو الروسي أو أن تكون دولكم تحت رحمة روسيا وبوتين، إذن لماذا تستمر العلاقات الدبلوماسية بينكم وبين روسيا ولاتزال قائمة وبشكل روتيني وعادي؟! لماذا لا تقطعون علاقاتكم الدبلوماسية مع روسيا إلى أن يذعن بوتين ويوقف الحرب؟! أم إن الموضوع برمته طعم التهمته أوكرانيا منكم ومن أمريكا وتركتم الدولة الأوكرانية تلاقي مصيرها لوحدها؟! هذا ما سينكشف قريباً وتظهره الأيام.

كاتب ومحلل سياسي