في حوار أجرته إحدى وسائل الإعلام مع نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إيران والعراق جينفر جافيتو، قالت فيه، إن «واشنطن قلقة من النفوذ الإيراني في العراق الذي يقوّض استقرار وسلامة المؤسسات الوطنية العراقية». وأضافت أن «النهج الأمريكي الدبلوماسي يسعى إلى ثني طهران عن تمويل وتسليح الجماعات المتطرّفة الخارجة عن سيطرة الحكومات في جميع أنحاء المنطقة»، كما أنها شددت على أن التدفّق غير القانوني للأسلحة من إيران إلى اليمن أدى إلى زيادة هجمات الحوثيين الوحشية وزيادة معاناة المدنيين من الشعب اليمني المنكوب، كما تطرّقت إلى فلول الدواعش وما تعانيه العراق منهم. صحيح أن «اللي اختشو ماتوا»، ولا أعرف كيف استطاعت هذه الممثلة الأمريكية أن تمرّر هذه الكلمات وهي تُدرك أن كل ما تناولته في تصريحها لا يمتّ إلى الواقع بصلة؟! فأمريكا هي من دمّرت العراق بعد احتلاله بحجّة كاذبة أن لدى العراق أسلحة دمار شامل، وهي من سلبت نفط العراق ومدّخرات العراق، وهي من دمّرت البنية التحتية في العراق، وهي من أجّجت نار الفتنة بين السنّة والشيعة في العراق، وحينما انتهت من تدميره نهائياً قام الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر بتسليم مفاتيح بغداد إلى نظام الملالي في إيران، لتكمل إيران بقية المهمة أولاً بتأسيس نواة لحرس الثورة الخمينية في العراق، وبناء دستور جديد، وإدارة جديدة موالية لإيران، حتى أصبح العراق كما يقول الإيرانيون «إنها ولاية إيرانية».

أما عن حديثها عن «داعش»، بودّي أن أسأل الممثلة الأمريكية جينفر جافيتو كيف نشأت داعش؟ ومن أوجدها على سطح الأرض؟ ومن فتح لها الأبواب؟ ومن أطلق سراح زعيمها البغدادي المسجون في سجن فيدرالي بأمريكا؟ ومن نصبّه زعيماً لداعش؟

أمّا عن تدفّق الأسلحة على الحوثي من إيران، فبودّي أسأل السيدة جافينو، من أوجد الثورة الخمينية سنة 1979؟ أليست الولايات المتحدة الأمريكية؟ وعن تدفّق الأسلحة على الحوثي، من هي الجهة التي تُسهّل تدفّق هذه الأسلحة على الحوثي؟ كان من المفروض من السيدة جينفر أن تُدرك أنها تُخاطب شعوباً عربية، وأن تدرك أن أمريكا هي وراء كل ما ذُكر، وأن أمريكا أصبحت تُحاول أن تعطي انطباعاً لدى بعض المصدّقين لها أنها تعني ما تقول، ولكن للأسف منذ زمن سقطت الأقنعة وبانت الحقائق، وتصريحك سيدة جينفر ما هو إلا أضحوكة.

* كاتب ومحلل سياسي