في فترة الحجر تختفي لديك معالم الليل والنهار، فتنشغل بنفسك وبمن حولك من المصابين والذين تتفاوت معهم درجة الأعراض، ولكن في تلك اللحظات وفي تلك الفترة يعيش الإنسان منعزلاً بشكل كامل عن التواصل الطبيعي مع البشر، ولذلك نجد أن البشر الذين بطبيعتهم الانطوائية لا يجدون أي فارق بين أيام الحجر وبين أيامهم الأخرى سوى أنهم لا يملكون حرية الخروج التي كانت لديهم.

أما أولئك الاجتماعيون والذين لا يفضلون أبداً الجلوس تحت سقف هادئ، بل يحبون الخروج وممارسة أيامهم بشكل طبيعي واجتماعي فإنهم يشعرون وكأنما هم في سجن، فتجدهم يعانون في أول يومين من الحجر حتى يتأقلموا معه ومن ثم تجدهم يستمتعون بلحظات الهدوء وراحة البال بعيداً عن الضوضاء اليومية التي اعتادوها ضمن روتينهم اليومي.

ورغم اعتراف الجميع بقسوة أيام الحجر المنزلي والتي تمر وكأنها سنوات طويلة، إلا أن هناك بعض الخبراء النفسيين قدموا بعض النصائح لمن يمضون هذه الفترة، بحيث تضيف إليهم خبرات في الحياة، ومن بين تلك النصائح كانت ضرورة الاستيقاظ في وقت مبكر صباحاً، وليكن نفس الوقت الذي كنت تستعد فيه للذهاب إلى العمل، وأن تحضر جدولك اليومي، خاصة وإن كنت تعمل من المنزل، مع مراعاة أن تحصل على راحاتك المعتادة، التي كنت تحصل عليها خلال العمل، وأن تحافظ على روتين يومك المعتاد فيما عدا الخروج إلى الشارع.

ولكن هذا كلام علماء وفيه نموذجية عالية، فالحقيقة هي أن البعض منا سيحصل على وقت للنوم الذي يعاني من قلته خلال أيام الأسبوع، بينما هناك طالب دراسات عليا سيجد بعض الوقت للتركيز على دراسته وعدم التشتت بين متطلبات العمل والدراسة، وهناك طالب جامعي سيستغل هذا الظرف للنوم وتغيير روتين الحياة وقلب الليل إلى نهار خلال فترة الحجر. ومع اختلاف أنماط البشر وطريقة تعاملهم مع هذه الظروف، والتي ربما تستمر معنا لفترة طويلة وغير معلومة، علينا أن نجيد التعامل مع فترة الحجر والعمل على إكمال كل ما هو معلّق ولم يكن وقتك يسمح بأن تتمه.