مع بدء شهر رمضان المبارك بل حتى قبله لاحظنا ارتفاع الأسعار في السوق خصوصاً منها الخضار والفواكه وعلى رأسها الطماطم الذي وصل سعر الكرتون له إلى أكثر من 20 ديناراً، وبحسب وزارة الصناعة والتجارة بأن ذلك بسبب بلد المنشأ وإرجاع التجار ذلك الارتفاع إلى تأثر المحصول في الأردن بسبب موجة الصقيع، حقيقة إن هذه المشكلة تتكرر كل عام خلال الشهر الفضيل ومن هنا لابد من الدولة العمل على الاكتفاء الذاتي والتفكير بشكل جدي في الإنتاج الغذائي محلياً لسد النقص وتوفير المنتجات للمواطنين والمقيمين وبأسعار مناسبة، وإن تعذر ذلك على المستوى المحلي يمكن العمل على تفعيل مشروع خليجي للأمن الغذائي من خلال منظومة دول مجلس التعاون والاكتفاء الخليجي وسد أي نقص في دول المجلس.

هذا الارتفاع في الأسعار جعل مجلس الوزراء الموقر يوجه في جلسته الأسبوعية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى استمرار تشديد الرقابة على أسعار السلع والعمل على استقرارها، وكلف وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالتأكد من وفرة السلع أمام المواطنين والمقيمين وفقاً لاحتياجات السوق الاستهلاكية واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، هذا التوجيه حتماً ستقوم الوزارة بالعمل على تنفيذه من خلال تكثيف الزيارات الرقابية والتأكد من عدم استغلال المحلات التجارية من رفع أي من أسعاره خصوصاً خلال الشهر الفضيل، وهذا ما قامت به الوزارة وإصدارها بيان صحفي يؤكد متابعتها عن كثب لتوافر المنتجات في الأسواق المركزية المحلية وبالأسعار المعتادة، كما أن التجار توقعوا أن تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة مع وصول كميات كبيرة من المنتجات الغذائية لتلبية الطلب في شهر رمضان.

في الواقع، إن مناسبة مثل شهر رمضان الكل يعلم أن الجميع بحاجة للخضار والفواكه فيها لإعداد الموائد والاعتماد عليها في الطبخ، وبالتالي كان الأولى على جميع الجهات المعنية أن تستعد وتوفر السلع بكميات تغطي الطلب والسوق وبأسعار مناسبة ويكون هذا الاستعداد بفترة كافية حتى لا يتكرر مثل ما نراه اليوم من عدم توافر السلع أو ارتفاع أسعارها وبعدها نلقي اللوم على بلد المنشأ وغيرها، ولكن مع ذلك فإن تطمين وزارة الصناعة والتجارة للمستهلكين بأن هناك شحنات قادمة وبكميات وفيرة خصوصاً من منتجات الطماطم، سيؤدي بلاشك إلى انخفاض الأسعار. وهنا نثمن عالياً الجهود التي تبذلها الدولة لتوفير المواد الغذائية في شهر رمضان واحتياجات المواطنين والمقيمين من السلع الغذائية، ولكننا نذكّر حتى لا تتكرر ذات المشكلة في كل عام ونرى الأسعار ترتفع بسبب قلة بعض المنتجات، فالأمن الغذائي يعتبر من الأولويات التي تضعها الدولة في أولوياتها.

همسة

نوجه رسالة للمستهلكين ليس في شهر رمضان هذا بل في كل السنوات، بأن يقتصر الشراء على المنتجات التي يحتاجونها فعلياً، ولا حاجة بأن يتهافتوا على الأسواق قبل الشهر الفضيل للتخزين، وهذا ما يجعل الأسعار ترتفع في ظل كثرة الطلب وقلة في العرض أو نقص في المنتجات.