ترى أين يكون بعض الآباء من أهم لحظات أطفالهم؟ هل جرفهم الهاتف للانعزال في أكواخهم الصغيرة مرة تلو الأخرى، أم توالت عليهم ظروف الحياة، فأصبحوا جسداً بلا روح؟ أين نحن عن الدقائق القليلة التي تفصل بيننا وبين سلامتهم النفسية المستقبلية؟
في مشهد واقعي درامي، نجد الكثير من الآباء في وقتنا الحالي يتسلون مع أصدقائهم، أو تجدهم يقلبون بين منصات التواصل الاجتماعي، تاركين أبناءهم ولسان حالهم يقول “الحياة بتربيهم”، ولكن أين هربوا من لحظات أبنائهم السعيدة وسؤالهم والحديث معهم بشوق...؟ تجد من يجتهد في صناعة اللحظة في عيد ميلاد أحد أبنائه ليوثقها في مواقع التواصل، بينما نادراً ما يلتقيه في المنزل.
أين هم في لحظات قد تكون خطيرة على طفلهم كأن يلعب في أحد الطرق لتأتي سيارة مسرعة قد تتسبب في إيذائه؟ أو عندما يسمحون لهم باقتناء الهواتف، ولا يعلمون ما يتعرضون له من مواد قد تتسبب في صدمة نفسية لهم... فهل نحن مغيبون أم غائبون عن الوعي؟
من أقسى اللحظات التي تمر على الطفل أن يتعود عدم وجود أبيه وأمه إلى جانبه، تخيل حدة الألم النفسي الذي يمر به هذا الطفل قبل الوصول إلى محطته الأخيرة “التعود” والذي يعتبره إجبارياً ومُبهماً، فيمر بصدمات نفسية يحملها على عاتقه أينما ذهب، لتتحول تلك اللحظات العابرة إلى كابوس يصعب التخلص منه.
علينا أن نسأل أنفسنا دائماً.. هل نحن معهم في أهم اللحظات؟ هل نصنع لهم الذكريات الجميلة؟ هل نحن أصدقاء لأبنائنا نشاركهم ويشاركوننا؟ لابد أن تكون الأسئلة والأجوبة حاضرة في الوقت ذاته، ولعل السؤال الأهم في هذه المعضلة المستقبلية هل نحن مدمرون أم معمرون؟