وليد صبري




* الجراحة علاج للمشاكل الكلوية الشديدة لدى الأطفال


* انسداد الصمام الخلفي لقناة البول من أبرز أمراض الكلى لدى الأطفال

* الطفل يفقد كميات من بروتينات الدم في البول خلال المتلازمة الكلوية

* تشخيص الأمراض الكلوية لدى الأطفال قبل الولادة بالموجات الصوتية

* التهاب المسالك البولية المتكرر لدى الذكور يسبب القلق

كشف أستاذ واستشاري طب الأطفال بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله الطبية، بجامعة الخليج العربي، د. محمد البلتاجي أن كلية حدوة الحصان، هي أحد الأمراض التي تصيب الأطفال، موضحا أنه فيها تكون الكليتان متصلتين ببعضهما البعض لتكوين كلى واحدة مقوسة وغالبا تعمل بشكل طبيعي لكنها أكثر عرضة للالتهابات المتكررة وغالبا لا تحتاج إلى جراحة لكن دائما تحتاج إلى متابعة للاطمئنان على عمل الكلى بشكل جيد وعدم وجود أي مشاكل.

وأضاف في حوار خص به "الوطن" أن التدخل الجراحي يكون العلاج الأمثل للمشاكل الكلوية الشديدة لدى الأطفال، مشيرا إلى أن انسداد الصمام الخلفي لقناة البول من أبرز أمراض الكلى لدى الأطفال، منوها إلى أنه يتم تشخيص أمراض كلوية لدى الأطفال قبل الولادة بالموجات الصوتية.

وحذر د. البلتاجي من أن الطفل يفقد كميات من بروتينات الدم في البول خلال المتلازمة الكلوية، موضحا أن التهاب المسالك البولية المتكرر لدى الذكور يسبب القلق حيث يجب أن نبحث عن وجود عيوب خلقية في الكلى.

وقال إن الكلى تلعب دورا مهما جدا في جسم الإنسان، حيث توصف بأنها جهاز لترشيح الجسم وتساعدنا على التحكم في نسبة الماء في الجسم وتساعد على التخلص من الفضلات عن طريق البول، ولها دور مهم جدا في تنظيم ضغط الدم عن طريق التحكم في إنتاج هرمون الرينيين وتساعد على إنتاج خلايا الدم الحمراء عن طريق إنتاج هرمون الأريثوبيوتين ولها دور مهم جدا في بناء العظام ومسؤولة عن تنشيط فيتامين د وتتحكم في مستوى الكالسيوم والفوسفات والمعادن في الجسم.

وأضاف أنه "في بعض الأحيان الكلى لا تتطور بشكل صحيح أثناء نمو الجنين ونتيجة لهذا لا تعمل بصورة جيدة، وغالبا يحدث ذلك نتيجة مشاكل وراثية لا يوجد دور للأم ولا للأب أي دور فيها، وليس خطأ الأب أو الأم أو إهمال منهما، ولكن لحسن الحظ يمكن تشخيص العديد من هذه المشاكل قبل الولادة عن طريق الفحوصات الروتينية التي تتم بواسطة طبيب النساء والولادة خاصة إجراء فحص الموجات الصوتية على الجنين وفقا للجدول المتبع أثناء متابعة الحمل.

وأشار د. البلتاجي إلى أنه "لو تم اكتشاف هذه المشاكل مبكرا يتم علاجها سواء كان علاجا دوائيا، أو علاجا جراحيا، وسواء كان بعد ولادة الطفل مباشرة أو قد لا تحتاج لعلاج لكن تحتاج لمتابعة، لكن للأسف يمكن أن تكون هناك بعض المشاكل اللاحقة التي قد تظهر مثل التهاب متكرر في المسالك البولية أو مشاكل النمو أو ارتفاع ضغط الدم، وهنا يجب أن ندرك أنه لو كان هناك أي طفل يعاني من خلل في النمو يجب أن نستبعد وجود أمراض مزمنة في الكلى.

وقال إنه أحيانا في بعض الحالات تكون المشاكل الكلوية شديدة، وفي هذه الحالة تحتاج إلى علاج جراحي أو علاج تداخلي حتى إنه في بعض الأحيان نلجأ إلى زراعة الكلى.

وذكر أن الأمراض المهمة التي تصيب الكلى في الأطفال، أبرزها أمراض العيوب الخلقية، التي يولد بها الطفل، ومن أهمها انسداد الصمام الخلفي لقناة البول، وهذا الانسداد يؤدي إلى ضيق وانسداد مجرى البول وغالبا يكون في الذكور، ونادرا ما يصيب الإناث، وعادة يتم تشخصيه قبل ولادة الطفل عن طريق الموجات الصوتية ويتم علاجه بإزالة الانسداد بجراحة بسيطة سواء كانت جراحة عادية او بالمنظار.

وأوضح أنه "يوجد أيضاً مرض مهم جداً وهو زيادة تموه الكلى الجنيني أو ما يسمي

congenital hydronephosis في هذه الحالة يتم حدوث زيادة في تضخم حوض الكلى سواء كان في كلية واحدة أو في الكليتين وغالباً يكون بسبب انسداد في المسالك البولية ومثال على ذلك انسداد الصمام الخلفي لقناة البول أو انسداد في الحالب أو أحياناً يكون نتيجة لارتجاع المثانة الحالبي Vesicoureteral reflux وفيه يتدفق البول على عكس الاتجاه الطبيعي للخلف ويصعد على حوض الكلى ويسبب تضخما في حوض الكلى وعادةً يتم تشخيص المشكلة أثناء الحمل وقبل ولادة الطفل والعلاج يختلف من طفل إلى آخر، وفي بعض الحالات لا يتم عمل أي شيء، سوى مراقبة الطفل بينما تحتاج بعض الحالات الأخرى لإجراء تدخل جراحي لإزالة الانسداد من المسالك البولية.

وذكر د. البلتاجي أنه يوجد نوع ثان من أمراض الكلى التي تصيب الأطفال وهو الكلى المتعددة التكيسات وفيها تتحول الكلى إلى مجموعة من الأكياس في إحدى الكليتين أو كلتيهما، والأكياس يمكن أن يكبر حجمها إلى حد كبير لدرجة أن تشمل كل الكلية ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي، ومعظم حالات تكيس الكلى المتعدد تكون وراثية ويمكن تشخيص المرض قبل الولادة أو بعد الولادة مباشرة وفي بعض الحالات قد يتم تشخيصها بصورة متأخرة حتى إن هناك نوعا نكتشفه في البالغين، وهناك نوع لا يظهر عند الأطفال بل في البالغين، وأحيانا نحتاج إلى مجرد تعديل النظام الغذائي ليناسب حالة الكلى ولكن في بعض الحالات نحتاج إلى زرع كلى أو يحتاج المريض إلى الغسيل الكلوي.

وأشار إلى أنه أحياناً يكون هناك حالات حادة اسمها حموضة الأنبوب الكلوي وهذا أيضا مرض وراثي يحدث نتيجة لخلل جيني يؤدي إلى خلل في امتصاص الأملاح المهمة جداً ويؤدي إلى زيادة حموضة الدم ومن ضمن الأمراض التي يمكن أن تصيب كلى الأطفال وجود أورام مثل مرض "ويلمز wilms".

ونوه إلى أنه من الأمراض المهمة جدا التهاب كوبيبات الكلى Glomerulonephritis والالتهاب هذا يوجد بصورة أكثر شيوعاً في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لكنه قليل إلى حد كبير في مملكة البحرين، وهناك أيضا المتلازمة الكلوية وفيها يتم فقدان كميات كبيرة جدا من بروتينات الدم في البول ولهذا يأتي الطفل بصورة متورمة جدا وفي هذه الحالة نضطر إلى التدخل العلاجي المناسب.

ولفت إلى أن هناك أيضا مشاكل خلقية أخرى مثل المشاكل أثناء تكوين الحالب ويكون لديه حالبان بدلا من حالب واحد ويمكن أن يؤدي إلى التهاب متكرر في المسالك البولية ويمكن علاجها في الوقت المبكر بالأدوية والمضادات الحيوية، وبعدها يمكن أن نحتاج إلى تدخل جراحي في بعض الحالات، وهناك أيضا كلية حدوة الحصان، وفيها تكون الكليتين متصلتين ببعضهما البعض لتكوين كلى واحدة مقوسة وغالبا تعمل بشكل طبيعي لكنها أكثر عرضة بالاتهابات المتكررة وغالبا لا تحتاج إلى جراحة لكن دائما تحتاج إلى متابعة للاطمئنان على عمل الكلى بشكل جيد وعدم وجود أي مشاكل.

وقال إن من الأمراض المنتشرة أيضاً لدى الأطفال التهاب المسالك البولية المتكررة، خاصة في الإناث، وهو غير مقلق في حالة الإناث، لكن في الذكور عادة يكون هناك سبب لذلك نبحث عن مسألة وجود عيوب خلقية في الكلى.