نشر العلمَ ورسخ الإيمانَ في نفوس الناس وقضى على العصبيات

سماهر سيف اليزل

أكد رجال دين أن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، غير مجرى التاريخ ومعالم الحياة، وحقق العدلَ والرحمةَ في المجتمع الذي كان يعاني من الظلمِ والاستبداد والجور، حيث أزال الجهل ونشر العلمَ ورسخ الإيمانَ في نفوس الناس وقضى على العصبيات والقوميات، وأنقذ أجيالاً من براثن الجاهلية، وقاد البشرية نحو العزة والسؤدد، فقد أرسله الله تعالى إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.



وأكد الشيخ عادل المعاودة أن ولادة النبي المبارك كانت كسحابة شتاء ماطرة احتاجت لها البشرية في زمن القحط فتنزلت على الأرض وأسقت البشر وتركتهم ينتفعون بخيرها حتى عصرنا الحاضر، حيث امتن الله تعالى على البشرية بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى: "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين» (164 - آل عمران).

وأضاف أن ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي ذكرى مولد أمة، فبولادته عليه الصلاة والسلام ولدت أمة العرب من جديد، لتقود العالم وتنشر الفضيلة والعدل والسلام، وتحارب الظلم والطغيان، وهو أمر كانت تنتظرة البشرية جمعاء، وأخذ العهد على الأنبياء كلهم بأنه إذا بعث فإن شريعته هي السائدة والمهيمنة وهي الختام.

ولفت المعاودة إلى أن ولادة الرسول الكريم كانت نقطة فارقة في حياة الأمم، حيث قام صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام خير قيام وراح يوقظ العقول بصيحات الحق، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل الطوائف بالتي هي أحسن حتى دانوا له تباعاً، ودربهم على الفضائل والسجايا الكريمة، واستنهض الجميع نحو رقي مستمر في العلوم والأعمال والأخلاق حتى خرقت دعوته نطاق الجزيرة العربية، وانتشر دين الإسلام في جميع الآفاق فدانت الأمم بنور هدايته في مشارق الأرض ومغاربها، وأفاضت هذه الدعوة المباركة والنهضة الميمونة على العالمين نوراً وهداية.

وأوضح أن رايات التوحيد انطلقت في أرجاء الجزيرة العربية وفوق بلاد فارس وعلى تخوم الروم وفي شمال إفريقيا، ودخل الناس عن طواعية ورضا واقتناع في الدين الإنساني الجديد الذي رفع شعار "لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (256 - البقرة).

وقد أيد الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأكمل المعجزات وأتم البراهين، وجعل القرآن الحكيم هو معجزته الخالدة، الذي سعدت هذه الأمة باعتصامها بأحكامه واتباعها نور هدايته، وهو الكتاب الذي هدانا إلى طرائق اكتساب الملكات الفاضلة والعلوم النافعة. "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا".

فيما قال إمام مسجد سمو الشيخة لولوة بنت خليفة بن سلمان آل خليفة، عيسى المحميد: "لا شك في أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم علامةٌ فارقة للبشرية؛ فقد أتى على الدنيا هذا النبي الكريم الذي أيده الله ونصره وجعله من خيرة أقرانه من الرسل والأنبياء، أعزَّ به الإسلام وأحيا به القلوب، وطهر به البشرية من أدران الشرك والمعاصي، ولكن ليس الشأن في ولادته، إنما الشأن في بعثته النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثته هي العلامة الفارقة وهي نقطة التحول للبشرية جمعاء، فأخرجهم من الذل والعبودية إلى العز والحرية، ومن عبادة العباد والأوثان إلى عبادة رب العباد جلّ شأن، كما أصلح حياتهم، وطريقتهم، ومنهاجهم، وأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن العمى إلى الهُدى، ومن الغواية إلى الهداية".

وأضاف قائلاً: "حُقَّ لنا أن نفخر بأننا من أُمَّتِّه وفخرنا لا يكون إلا باتِّباع سُنَّتِه، حيث إن ولادته بداية النور الذي أشعّ على الأمة ولكن الشأن كُلّ الشأن في بعثته. قال تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".