أغلب الناس يواجهون مشاكل تتعلق بالعادات الغذائية خصوصاً هذه الأيام.. حيث يدعي البعض أن زيادة وزنهم جاءت بسبب تغير نمط الحياة الذي حدث بسبب «الجائحة»..

ما هو الأكل العاطفي؟

الأكل ليس مجرد وسيلة لإخماد الشعور بالجوع، ولكنه غالباً ما يكون طريقة للتعبير عن المشاعر. فمثلاً، نحن نأكل مع الآخرين بدافع الحاجة إلى الانتماء والتواصل وفتح أبواب النقاش الممتع، وأحياناً من أجل التنفيس عن مشاعرنا.



«الأكل العاطفي» يعني الميل إلى تناول الطعام لتهدئة المشاعر، مثل الحزن والإحباط وعدم الرضا في العلاقات الاجتماعية القائمة.

هناك العديد من الدراسات التي توثق كيف أن استهلاك الأطعمة الحلوة المذاق أو الأطعمة عالية السعرات الحرارية، مثل «الآيس كريم» والشوكولاتة والكعك يرتبط بزيادة في إفراز الإندورفين، وهي مواد تحسن الحالة المزاجية. والأدلة العلمية تشير إلى أن الاعتماد على هذه الأطعمة يعود بفائدة نفسية حقيقية لمن يستهلكها، بل إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم دور الفروق الفردية في هذا الأمر.

إن أهم شيء هو تنمية الوعي الذاتي بمشاعرنا وأحاسيسنا، لأن هذا مفيد في الحياة ككل.. وهي مهارة يبدأ تعلمها منذ الطفولة المبكرة.. فالطفل الصغير يبكى دون أن يعرف سبب ضيقه.. فقط يعرف أن هناك شيئاً ما خطأ.. لكنه يتعرف تدريجياً على المشاعر وأحاسيس الجسد عن طريق التفاعل العاطفي مع الأم.. ومع ذلك، فليس من المؤكد أن كل الناس يتعلمون أثناء نشأتهم تحديد مشاعرهم وأحاسيسهم بشكل صحيح..

لذلك فإن تعلم هذه المهارة أمر ضروري. وعندما تدرك أن العلاقة بالطعام، تعكس اضطراباً نفسياً، فمن المهم أن تتواصل مع معالج. عندما يكون من يعاني هذا شخص قريب منا، فعلينا التواصل معه وتوضيح فهمنا له وتقديم الدعم. ومع ذلك، فإن الدعم الودي أو الأبوي ليس كافياً.. فلا يمكن للشخص العادي أن يحل محل الطبيب بأي حال من الأحوال.

ويكمن حل مشكلة الأكل العاطفي في الاعتراف بأن الطعام ليس علاج المشاعر السلبية «كالقلق أو الملل..»، بل إن أولى خطوات ذلك التمييز جيداً بين الشعور الجسدي بالجوع، والشعور النفسي بالمشاعر السلبية.. فالتمييز بين المشاعر الداخلية والأحاسيس الجسدية أمر ضروري لتحديد الاستجابة الصحيحة.. كتحديد سبب المشاعر السلبية لمواجهته، وزيادة المشاعر السلبية، بطرق ليس منها الطعام.