الحوار بين الزوجين أفضل طريقة للحد من السلوك

المناعي: تدخل الآباء والأمهات بما يترتب عليه من الضرر حرام شرعاً

العالي: الاستسلام لتدخل الأهل في الحياة الزوجية يؤدي إلى انهيارها



أكدت أخصائية الإرشاد النفسي خديجة العالي أن تدخل الأهل من الطرفين في حياة أبنائهم الزوجية يقضي على مسير الحياة الزوجية قبل أن تبدأ، وأن الاستسلام لتدخل الأهل يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية وحدوث الطلاق.

وأشارت إلى أن الأهل يتغافلون بأن الحياة الزوجية قائمة على تفاهم شريكين لتمضي الحياة قُدماً نحو الكمال، وأن عليهم المحافظة على دقائق خصوصياتهم لكي يستوعبوا مشاكلهم بأنفسهم ويعرفوا كيفية التعامل معها ويدركوا ماهية احتياجاتهم النفسية دون تدخل.

وأوضحت، فيما يتعلق بكيفية حفاظ الزوجين على خصوصية الحياة الزوجية، أن إخبار أحد الزوجين أهله عن كل شيء يؤدي إلى سوء الفهم وسوء الظن وسوء الإدراك والاندفاعية والتسرّع في الحكم ويضعف التواصل بين الزوجين ويزيد من اعتماد الزوجين على والديهم في اتخاذ القرارات وتلبية طلباتهم وقضاء حاجاتهم وعدم استقلالهم المادي، مما قد يؤدي إلى الكثير من الاحتكاكات بالأهل ويعطيهم مجالاً أكبر للتدخل في شؤونهم وكيفية إنفاق المال وما إلى ذلك.

وبينت أن الوالدين يجهلون احتياج الزوجين الجدد إلى الاستقلالية ويرون أن تدخلهم نوع من أنواع الاهتمام مما قد يتسبب في ضياع خصوصية الحياة الزوجية وضعف الحميمية وتنامي الغضب المكبوت داخل أحد الزوجين حتى تأتي لحظة ينفجر فيها لسبب قد يبدو تافهاً.

وقالت إن أفضل طريقة لإيقاف تدخلات الأهل هي الحوار بين الزوجين بشأن دور الأهل في حياتهم والاتفاق على الأمور المسموح وغير المسموح للأهل للتدخل فيها ووضع الحدود للزيارات والمكالمات، مع مبدأ التقدير والاحترام للأهل باستشاراتهم في أمور لا تمس بخصوصية الزوجين لطمأنتهم أنه مازال لهم مكانة في حياة الأبناء وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم، مع الحرص على الاستقلال المادي عن الأهل والتكيف في حدود قدراتهم المالية فقط، والتأمل في طريقة تدبير أمورهم وحل مشاكلهم ليضعوا أيديهم على الثغرات التي تسبب تدخلات الآخرين والتعامل معها بمرونة وثقة. وهناك الكثير من الطرق لتجنب تدخلات الأهل في حياة الزوجين تقوم على الوعي والتفهم الكامل لاحتياجات كل طرف للآخر وعليهم اختيار ما يناسبهم ويتوافق مع ظروفهم من أجل حياة زوجية سعيدة خالية من المنغصات.

وشددت على أن الحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة، أي تقبل وجود طرف مشارك في الحياة الزوجية بكل ما فيها من اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات والمشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات.

وقد تتعرض الحياة الزوجية في بدايتها إلى الكثير من الضغوطات والاضطرابات الشديدة التي توقع الزوجين في متاهات من الألم والمعاناة والتوترات فتأتي سلوكياتهم محاطة بالتناقضات والازدواجية والإحباطات النفسية، وقد تجتمع الكثير من العوامل والأسباب لخلق هذه المشاكل، وأن عليهم السيطرة على الوضع بشكل ثنائي مستقل لتجنب توسع هذه المشاكل، وتجنب تدخل الأطراف الأخرى.

ومن جانب شرعي يؤكد الشيخ عبدالله المناعي، أنه إذا كان تدخل الآباء والأمهات الغالب فيه إحداث شروخ في الحياة الزوجية بينهما، وإتعاس لهما، وإلحاق الضرر بهما، فيكون التدخل من الآباء والأمهات بما يترتب عليه من الضرر حراماً شرعاً، ولا يجب على الزوج طاعة والديه فيما يضر حياته الزوجية، كما لا يجب على الزوجة طاعة والديها إن كان تدخلهما وتوجيههما يترتب عليه ضرر في حياتهما.

وأشار إلى أن مسألة بر الأم التي تعد من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات إلى الله، لقوله تعالى: «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أُمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير».

لكن هذا لا يعطي الحق للأم أو للأب أن يتدخلا في حياة الأبناء الزوجية إلا بتقديم نصيحة أو مشورة من دون إصدار الأوامر وإلزام ابنهما وزوجته بطاعتهما وعدم السماح لهما بالتدخل إلا ضمن الحدود المشروعة لهما.

وينصح في مثل هذه الحالة أن تكون الحياة مستقلة تماماً، مع المحافظة على بر كل من الزوجين بوالديهما، والإحسان إليهما، وتطييب خاطرهما، إعمالاً للقاعدة الربانية: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً» ربما يسمعان لهما، من باب المواراة، ولكن لا يأخذان بالنصيحة إلا إذا كان فيها نفع لبيتهما.