أجرى الحوار: محمد نصرالدين


شارك أكثر من 200 شخصية لبنانية مؤخراً في تأسيس وإطلاق "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" من بيروت، في مسعى لإيجاد حل للأزمة اللبنانية الناتجة عن احتلال إيران للبنان عبر ميلشيا تنظيم حزب الله الإرهابي التابع لها وسلاحه غير الشرعي.

"الوطن" التقت في حوار موسع عبر منصة "زووم" مع رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان النائب والوزير السابق الدكتور أحمد فتفت الذي تحدث باستفاضة عن معاناة لبنان واللبنانين من احتلال إيراني فعلي عبر ميلشيات حزب الله التى تسببت بممارساتها العدوانية في تدمير الحياة السياسية وانهيار الاقتصاد وقطع العلاقات مع الدول العربية الشقيقة والكثير من الأزمات الأخرى، مشيراً إلى أن مبادرة تأسيس هذا المجلس الوطني هدفها بناء منصة وطنية من كافة التيارات والطوائف للتصدي ومجابهة هذا الحزب الذى تسبب بخراب وتدمير لبنان لمصلحة إيران، وفيما يلى نص المقابلة:

ما هي مكونات المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان من الشخصيات والتيارات السياسية ؟


-هذه المبادرة هي مجلس وطني يتجاوز الطوائف ويتجاوز المناطق التي اعتدنا عليها في لبنان، وهو يضم سياسين وإعلاميين ومثقفين وأساتذة جامعات وقادة رأي وشباب ومغتربين، ويتكون من شخصيات وليس أحزاباً، وهناك أفراد منتمون لأحزاب ولكنهم ينضمون للمجلس بصفتهم الشخصية مثل الدكتور مصطفى علوش نائب رئيس تيار المستقبل، كما يضم المجلس أعضاء من كافة الطوائف، فمن الطائفة الشيعية مثلاً الكاتبة منى فياض والصحفي أحمد عياش، وهناك منتمون من الطائفة الدرزية ومن كافة الطوائف المسيحية، ويمثل المجلس مزيجاً وطنياً من كل التيارات والأطياف اللبنانية، وهذا ما نهدف إليه بتقديم معارضة وطنية لحزب الله وممارساته التي تمثل بالنسبة للغالبية العظمي من اللبنانيين احتلالاً ايرانياً.

وينطلق هذا المجلس من عدة ثوابت أهمها الالتزام بالشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور المنبثق من "وثيقة الوفاق الوطني – اتفاق الطائف"، و"الشرعية العربية" المتمثلة بالتعاون والعلاقات الطبيعية دون التدخل في شؤون الدول الداخلية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرارات 1559، 1680، 1701، والتي تدعو جميعها وبوضوح إلى حل ونزع سلاح ميلشيا حزب الله غير الشرعي، وحصر السلاح في لبنان بيد الجيش فقط.

ما أصداء تشكيل المجلس على الصعيدين الوطني والعربي؟

-على المستوى الوطني، هناك دعم داخلي كبير جداً، وتلقينا عدداً كبيراً جداً من الاتصالات الداعمة من الإعلاميين والسياسيين والمثقفين وجموع كبيرة من الشعب اللبناني، وعلى الصعيد العربي وردتنا اتصالات غير رسمية من الدول العربية داعمة لنا، وكان هناك دعم كبير أيضاً من الإعلام العربي ومن الإعلام الخليجي تحديداً الذي سلط الضوء بتغطية إعلامية كبيرة على الإعلان عن المجلس وانطلاقته، وكان هذا شيء إيجابي جداً ومثل لنا دعماً معنوياً هاماً.

هل يعاني لبنان من احتلال إيراني فعلي على أراضيه؟

- نعم بكل تأكيد، نحن نعاني منذ سنوات طويلة من احتلال إيراني فعلي، ليس عبر جيش إيراني مباشر، ولكن من خلال الميلشيا المسلحة لحزب الله الذي ينتمي لولاية الفقيه، كما أن كثيراً من القادة الإيرانيين صرحوا عدة مرات أنهم يحتلون عدة عواصم عربية بينها بيروت، ونحن عندما نتحدث عن احتلال إيراني للبنان، فهو بسبب سلاح حزب الله غير الشرعي وممارساته القمعية في السياسة اللبنانية، حيث يسيطر هذا الحزب على الحياة السياسية في لبنان وقام بتعطيل مجلس النواب لمدة سنتين ونصف كي يفرض رئيساً للجمهورية وهو يعرقل تشكيل أي حكومة أو اتخاذ أي قرارات سياسية إلا بموافقته. لقد تعرضنا في لبنان على مدى قرن تقريباً لعدة احتلالات أولها الاحتلال الفرنسي قبل الاستقلال، ثم الإسرائيلي ثم السوري، وحالياً الإيراني، ولم نتمكن من دحر كل هذه الاحتلالات وإزالة كابوسها عن لبنان إلا بوحدتنا الوطنية، وهذا ما نسعى إليه حالياً من خلال المبادرة الحالية بتشكيل منصة وطنية جامعة تتجاوز الحدود الطائفية والمناطقية لمجابهة الاحتلال الإيراني الجاثم على لبنان عبر ميلشياته الموالية له وهي ميلشيا حزب الله وسلاحه غير الشرعي.

ماهي التأثيرات السلبية لحزب الله على الوضع السياسي فى لبنان ؟

حزب الله يسيطر بشكل كامل على الحياة السياسية فى لبنان، فقد تمكن من الهيمنة على المجلس النيابي عبر فرض قانون انتخابي طائفي يجعل كل طائفة تختار نوابها، وقد أتاح هذا القانون السيء لحزب الله تأمين أكثرية نيابية مع حلفائه في التيار الحر وفرض رئيساً للجمهورية عن طريق التعيين هو الرئيس ميشيل عون الذى يعتبر عملياً تابع لحزب الله، ويقوم هذا الحزب بتعطيل مجلس الوزراء وقتما يشاء ومؤخراً يحاول السيطرة على الأجهزة القضائية وفرض شروطه عليها، وحتى الأجهزة الأمنية غير مسموح لها أن تنتشر في المناطق التابعة له ومؤخراً قام باعتداءات ضد قوات اليونيفل التي تؤمن خط الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وهناك الكثير الكثير من الممارسات والموبقات السياسية والأمنية في الداخل اللبناني التى تقوم بها هذه الميلشيا ويحتاج الحديث عنها إلى ساعات.

وما هو دور هذا الحزب فى تدهور الوضع الاقتصادي الحاصل حالياً فى لبنان؟

تأثير حزب الله على لبنان لم يكن فقط هداماً على الصعيدين السياسي والأمني، وإنما أيضاً وبشكل كبير في الناحية الاقتصادية، حيث بدأ الانهيار الاقتصادي المتواصل في البلاد منذ 11 عاماً وتحديداً في عام 2011، عندما نفذ هذا الحزب انقلابه المسمي بـ"القمصان السود" ضد حكومة سعد الحريري لفرض حكومة جديدة بدلاً منها، ومنذ ذلك الحين فرض حزب الله سيطرته بالكامل على لبنان وبدأ الانهيار الاقتصادي في البلاد، لقد وصل سعر الدولار حالياً إلى 24 ألف ليرة، وفي لحظة معينة وصل إلى 33 ألف ليرة، فهناك انهيار اقتصادي وبطالة كبيرة، والهجرة من لبنان في العامين الأخيرين كانت هائلة وبمئات الآلاف ونحن لسنا بلداً كبيراً، فعدد السكان الموجودين في لبنان لا يتجاوز 4 ملايين نسمة، وعندما يهاجر تقريباً نصف مليون شخص خلال عامين فهذا مؤشر خطير جداً لأن الهجرة تشمل الشباب اللبناني وهم الطاقات القادرة على بناء مستقبل لبنان.

هل تتطلعون لأدوار انتخابية مستقبلية لمجابهة حزب الله في البرلمان والحكومة؟

نحن لسنا طلاب سلطة وليس لدينا طموحات في المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان بأن نتبوأ أي مواقع ولذلك لا نطرح هذه المبادرة كمنصة انتخابية، ولكن كشعار سياسي وطني لحل أزمة وطنية حقيقية في لبنان والتي امتدت وأصبحت للأسف تطال الدول العربية وتؤثر على الأمن القومي العربي، ولذا فنحن نعمل كإطار وطني لتأمين الحرية وإعادة الشرعية والازدهار إلى لبنان وإعادة بلدنا إلى محيطه القومي والعربي.

كيف تنظرون إلى مواقف حزب الله المعادية للدول العربية؟

نحن نرفض بشدة هذه المواقف والأعمال العدوانية التي ينتهجها هذا الحزب ضد الدول العربية وتحديداً مواقفه الأخيرة ضد دول الخليج والتي لم تقف عند الهجوم الإعلامي المستمر وإنما حتى للأسف بالمشاركة الأمنية وهذا أمر خطير جداً، حيث تعتبر مشاركة حزب الله بدعم الحوثيين المتمردين في اليمن اعتداء صارخاً على الأمن العربي. كما دأب هذا الحزب على استقبال أفراد وميلشيات خارجية في الداخل اللبناني لتدريبها عسكرياً من البحرين ومن عدة دول عربية، ومؤخراً استضاف مؤتمراً لمعارضين بحرينيين. كما نظم مؤتمراً آخر معادياً للسعودية، ويشن هجمات إعلامية بشكل متواصل تسببت في قطع علاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة مما أثر كثيراً على الاقتصاد اللبناني.

يجب أن يدرك أشقاؤنا العرب أن أغلبية الشعب اللبناني ضد حزب الله وهي مع الدول العربية ومساندة للدول العربية وترفض هذه الممارسات العدوانية من حزب الله التي يمارسها باستقواء حقيقي من قبل احتلال إيراني فعلي على الأراضي اللبنانية عبر ميلشيات هذا الحزب وسلاحه غير الشرعي.

كيف تقيمون رد فعل الحكومة اللبنانية على تنظيم واستضافة هذه المؤتمرات المعادية؟

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزارة الداخلية أصدرا بيانات لرفض هذه المؤتمرات وإدانتها، وهذا كل ما يستطيعان فعله، وغير قادرين على تنفيذ أي شيء، لأنهما لا حول لهما ولاقوة أمام تسلط هذا الحزب، وليس للحكومة أي سلطة فعلية فى الأماكن التي ينظم ويستضيف فيها حزب الله مثل هذه المؤتمرات المعادية وهي مناطق مغلقة على هذا الحزب وأنصاره ويحرم حزب الله على السلطات اللبنانية دخولها.

كيف أثرت نشأة حزب الله في عدوانيته في الداخل والخارج اللبناني؟

نشأة حزب الله تعود إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي، وحتى الآن يدعي أنه حزب مقاومة ويسمي نفسه المقاومة الإسلامية في لبنان، وحتى لا يسمي نفسه المقاومة الإسلامية اللبنانية، فهو بذلك يقر بانتمائه لمشروع يتجاوز الحدود اللبنانية وهو يلتزم بولاية الفقيه بشكل معلن ورسمي ويمارس التغييب السياسي، وقد قضى هذا الحزب على المقاومة الوطنية التي كانت في جنوب لبنان تحت عنوان توحيد البندقية، حتى أن هناك حديثاً شهيراً ومصوراً ومتداولاً لرئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري يقول فيه "إن حزب الله قتل من قيادات المقاومة الوطنية أكثر مما فعله الإسرائيليون"، هذا داخلياً أما خارجياً، فقد جعل هذا الحزب لبنان متهماً بشكل غير مباشر بممارسة الإرهاب لأن حزب الله يعتبر تنظيماً إرهابياً على الصعيد الدولي، فبالإضافة إلى نشاطاته وممارساته تجاه الدول العربية الشقيقة هو متهم بعمليات إرهابية في اليونان وقبرص وأمريكا اللاتينية وعدد كبير من الدول وكل هذا أدى إلى تدمير علاقات لبنان الخارجية العربية والدولية وانعكاسها بشكل سيء جداً على مستوى معيشة اللبنانيين وانهيار معيشتهم وتدمير القطاع الاستشفائي وقطاع السياحة وتدمير القطاع المصرفي وأصبحنا فعلاً في حالة يرثي لها.. نعرف أن هناك فساداً في الدولة اللبنانية ولكن ما نعرفه أهم من ذلك أنه لا دولة لبنانية ولذلك عندما نقول إن حزب الله دويلة في دولة يجب تصحيح ذلك لأن الدولة أصبحت دويلة والدولة الحقيقية الفارضة هيمنتها هي دولة حزب الله في لبنان.

كيف ترون دور هذا الحزب في عملية اغتيال رفيق الحريري وتفجير مرفأ بيروت ؟

حزب الله هو الذي اتهم وأدان نفسه بنفسه في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك عندما رفض تسليم المتهمين للمحكمة الدولية، وكذلك في انفجار مرفأ بيروت حين يرفض ويعرقل التحقيقات، وقد تسبب بإقالة أول قاضٍ للتحقيقات، والآن يحاول أن ينال من القاضي الثاني طارق بيطار، وهو يومياً يتجرأ ويعتدي كلامياً على القضاء اللبناني لمحاولة النيل والسيطرة على القضاء اللبناني.

ما موقفكم إزاء ما تم تداوله في مجلس النواب الفرنسي حول إمكانية إرسال قوات فرنسية إلى لبنان؟

-نرفض شكلاً وموضوعاً مثل هذه الدعوات، ولا نريد ولا نؤيد أي تدخل عسكري خارجي في لبنان، لأن ذلك سوف يجرنا إلى حرب أهلية وتدميراً للبلاد وليس هذا مطلبنا، نحن نريد أن نعالج أزمة لبنان حالياً بالضغط السياسي الذي يجب أن يبدأ ويتطور عبر الشعب اللبناني.

هل هناك أمل أن يثمر أي حوار مع هذا الحزب بنتائج إيجابية لصالح لبنان؟

القوى السياسية اللبنانية حاولت خلال السنوات الماضية المهادنة مع حزب الله لعل وعسى تتمكن من التفاهم معه على دوره الداخلي وعلى دوره الإقليمي لكي تحاول أن تحد من عدوانيته داخلياً وخارجياً، ولكن للأسف لم يجدِ ذلك نفعاً، ولذلك لا يمكن المشاركة في أي حوار مستقبلي مع حزب الله وهو يضع سلاحه غير الشرعي على الطاولة، ثم أن السوابق التاريخية معهم أثبتت أن حسن نصرالله لا يفي باتفاقاته وعهوده مع القوى اللبنانية، ففي مارس عام 2006 وفي حوار وطني بشأن أزمات مشابهة لما نعايشه اليوم وأنا كنت موجود شخصياً على طاولة الحوار بصفتي وزيراً في حكومة السنيورة آنذاك، تعهد حسن نصرالله حينها أن الصيف سيمر هادئاً على لبنان وأنه لن يتجاوز الخط الأزرق، ثم ما لبث أن نقض عهده وقام بمغامرته العسكرية ضد إسرائيل فجلب علينا حرباً دموية دمرت تقريباً ثلث الاقتصاد اللبناني ودمرت كل وسائل الاتصال والبنية التحتية والجسور في لبنان، وفي عام 2012 دعا الرئيس ميشيل سليمان للحوار الذي انتهى بصدور "إعلان بعبدا" ونص على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وكانت الحرب السورية آنذاك في بدايتها ووقع حزب الله على هذا الإعلان وبعد ساعات سحبوا توقيعهم وقالوا بالتعبير اللبناني "بلوها واشربوا ميتها" يعني أنهم غير معنيين أبداً بما ورد في إعلان بعبدا، ثم انخرط بميلشياته في الحرب السورية، ولذلك ليس هناك أي مصداقية لحوار مع طرف عهدنا عليه نقض اتفاقاته وعدم التزامه بتعهداته مستقوياً بسلاحه غير الشرعي.

وما هو رأيكم بدعوة الرئيس ميشيل عون للحوار مؤخراً؟

محاولة للهروب إلى الأمام لأنه في أزمة كبيرة، الحكومة معطلة من جانب حزب الله لأنه يريد إقصاء القاضي طارق بيطار ويعطل كل شيء في الدولة وهناك انهيار اقتصادي، ويحاول عون بهذا الحوار تحميل كل اللبنانيين مسؤولية ما يتحمله هو كحليف من الدرجة الثانية مع حزب الله لأنه لا حليف من الدرجة الأولى مع حزب الله، وحسن نصر الله يعتبر نفسه المرشد الأعلى للدولة اللبنانية، فهو يعين رئيس الجمهورية ويعين الوزراء ويفرض عليهم قراراته، وبالتالى ما فعله عون من دعوة للحوار لم تلقى التجاوب من القوى اللبنانية، كان مجرد مسرحية فاشلة تنبه لها الكثير من القادة اللبنانيون ورفضوها.

ما موقفكم من تطلعات رئيس التيار الحر جبران باسيل لخلافة عون في منصب الرئاسة؟

هذا ما يقولون عنه "شر البلية ما يضحك" إذا خلف جبران باسيل الصهر العزيز لميشيل عون، وإذا تمكن حزب الله من فرضه رئيساً كما فرض عون، في منصب الرئاسة، فسيقع لبنان فى مصيبة كبيرة حيث سيكون باسيل أداة تنفيذية أخرى لدى حزب الله. وستكون الطامة الكبرى ولن يبقى لبناني في لبنان.

هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟

نعم، أختم بتوجيه هذه الرسالة والمناشدة عبر صحيفتكم إلى الدول العربية الشقيقة، الشعب اللبناني يعاني من احتلال إيراني موجود فعلياً عبر ميلشيا حزب الله وسلاحه غير الشرعي، ونحن نحتاج إلى الدعم المعنوي والسياسي من الأشقاء العرب وإلى الدعم على الساحة الدولية وأعتقد أن هذه أفضل طريقة لمجابهة حزب الله في المرحلة الحالية.

لبنان بلد مؤسس في جامعة الدول العربية والدستور اللبناني واتفاق الطائف بهم نص مهم جداً هو أساس الميثاق اللبناني ينص على أن لبنان وطن عربي الهوية والانتماء، فنحن عرب ومؤمنون بهذه العروبة وعروبتنا مكرسة في الدستور وفي اتفاق الطائف ونعتبر أن لدينا مسئوليات تجاه الدول العربية وكذلك ان للدول العربية مسؤوليات تجاه لبنان، ونأمل على أشقائنا العرب عدم ترك لبنان وترك الساحة اللبنانية لكي تكون ملعباً فقط لإيران وعملائها لأن هذا فيه خطورة ليس على لبنان فقط، لأن لبنان بحكم موقعها الجغرافي تعد من أهم الثغور العربية على ساحل شرق المتوسط وموقعها استراتيجي من الناحية الأمنية، والنيل منها والسيطرة الإيرانية عليها خطر كبير على الأمن العربي ككل، ونحن كلبنانيين وطنيين نرفض أن يكون لبنان تحت عباءة ما يسمى بالهلال الفارسي، ونفعل ما نستطيع ونتحمل مسؤوليتنا الوطنية للتصدي لذلك، ونأمل من أشقائنا العرب أن يكونوا إلى جانبنا بالدعم المعنوي والدعم السياسي على الساحتين العربية والدولية ولا يتركوا لبنان فريسة لإيران وعملائها.