رؤى الحايكي




من المؤكد أن أنباء انتشار أي فيروسات أخرى بعد تفشي فيروس كورونا لها وقع كئيب ومقلق علينا وعلى أبنائنا. فالتجربة التي مررنا بها خلال العامين الماضيين لاتزال آثارها وبصماتها واضحة على نفوسنا كباراً كنا أم صغاراً.

ونعرف بأن القلق المصاحب لأي أخبار تتعلق بالصحة العامة قلق طبيعي ومبرر، ولكننا أحياناً نتساءل، هل هو قلقنا اليوم مبالغ فيه بسبب تصدر الأخبار وتداولها من قبل الجميع؟ أم هو يمثل أنعكاساً لتجربتنا السابقة مع فيروس كورونا لذلك فنحن نستشعر هذا الكم من الضيق والقلق؟ وهل ياترى يقلق صغارنا عند سماع هذه الأنباء أم أنهم في عوالمهم يسرحون ويمرحون؟ لقد فاجأ مؤخراً مرض جدري القرود العلماء والمختصين عندما غير سلوكه وبدأ بالانتشار. بعدها لاحظنا دولاً عربية تعلن التأهب وأخباراً تنتشر حول ما إذا كانت ستكون هناك قيود على التنقل . وبعدها بأيام سمعنا منظمة الصحة العالمية تخفف القلق وتنفي احتمالية انتشار هذا الفيروس ولكنها بعدها أعلنت وجود لقاح ضده وشددت على أن تبادر الدول بالتفكير بأخذ اللقاح. أخبار وأنباء وتوقعات وتصريحات بعضها يطمئن والبعض الآخر يتناقض مع نفسه.


لقد تعلمنا الكثير من تجربتنا مع فيروس كورونا ولكننا نتوق الآن للحياة الطبيعية، فهل يجب أن نقلق من جدري القرود أو غيره؟ أم نتجاهل هذه الأنباء؟ لا يمكنني أن أجد جواباً يناسب الجميع كون وضع الصحة النفسية يختلف عند كل شخص وطريقة تعامله مع الضغوط والقلق. لكني أستطيع أن أسدي نصيحة بسيطة بناء على قراءاتي في الموضوع. إن ما يمكننا فعله هو أن نحيا حياتنا الطبيعية وبكل إيجابية مع الأخذ بعين الاعتبار معرفة ما يدور من حولنا ولكننا يجب أن نقنن ونقلل متابعاتنا للأخبار التي تزيد من التوتر والتعب الذهني.

الجميع ينشد السلام والطمأنينة، وملاحقة الأخبار والقلق بشأنها تدمر سلام النفس وهدوئها، لذلك لا ضرر من معرفة الخطوط العريضة لما يجري من حولنا والأهم متابعة الحياة بشكل طبيعي. ويجب أن نتذكر دائماً بأن أقدارنا مكتوبة وأرزاقنا مقسمة ولن يعود علينا التفكير المفرط إلا بالسلبية والقلق والتشاؤم.